الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

غرف مغلقة بأبواب وقضبان حديدية داخل سجون إسرائيلية تحرم خمس سيدات فلسطينيات اليوم من هدايا ‘عيد الأم’

  • 1/2
  • 2/2

 ستمضي خمس نساء فلسطينيات اليوم الجمعة الذي يصادف احتفال العالم بـ’عيد الأم’ يومهن بحسرة بالغة خلف قضبان حديدية، وضعها السجان الإسرائيلي، ليمنعنهن كباقي نساء فلسطين والعالم من رؤية وجوه الأبناء الذين اعتادوا على تقديم الهدايا.
فمن بين 20 أسيرة فلسطينية معتقلات من قبل سلطات الإحتلال الإسرائيلي، هناك خمس أسيرات تركن خلفهن أبناء، بعضهم لا زالوا أطفالا.
وتقول وزارة الأسرى الفلسطينية أن كل من الأسيرات انتصار الصياد، وريم حمارشة، ونوال السعدي، وأحلام عيسى، ورسمية بلاونة، تركن خلفهن أبناء وبنات يعانون من غيابهن.
فسيضيف هذا اليوم الذي يصادف 21 آذار/مارس والذي يحتفل فيه العالم بـ’عيد الأم’ للأمهات والأبناء طعما آخر من المرارة، فلا احتفالات تقام، ولا هدايا تقدم، ولا جمع للعائلات يتم، فالركيزة الأساسية (الأم) موجودة قسرا خلف غرف مغلقة بأبواب وقضبان حديدية، محاطة بأسلاك في إطار سجن إسرائيلي كبير يحرم الفلسطينيين داخله من أبسط مقومات الحياة.
فالأسيرة الصياد من مدينة القدس التي اعتقلت في العام 2012، تركت أربعة أبناء، مقسمين بين الذكور والإناث، أكبرهم يبلغ (19 عاما)، وأصغرهم (12 عاما)، يعيشون مع والدهم، وسيحرمون من أمهم حتى في يوم عيدها.
البنت الأكبر للأسيرة الصياد تدعى ملك وتبلغ من العمر ’16 عاما’، باتت اليوم تقوم بدور الأم تجاه أخوتها في المنزل، وتتمنى أن تخرج والدتها من الأسر في الوقت القريب، ‘وأن تكون بيننا في العيد القادم’، وتتحدث عن افتقاد العائلة للأم يوميا.
ويجد رب العائلة التي تعتقل زوجته نفسه أمام تحديات كبيرة لتربية الأبناء، في وقت كان يترك فيه هذا العمل الشاق للزوجة، التي أصبحت بين ليلة وضحاها بعيدة عن أسوار المنزل في حياة جديدة، لا يعينها بها على الحياة إلا آمال بجمع شملها بالزوج والأبناء قريبا.
ويقول في هذا الصدد محمد الصياد لنادي الأسير الذي نشر تقريرا عن الأسيرات في ‘عيد الأم’ إن مهمة تربية الأبناء تزداد صعوبة في ظل غياب زوجته، وأنه يضطر للخروج من عمله لتفقد أبنائه ورعايتهم.
وفي كثير من الحالات يكون غياب الأم الأسيرة سببا لمعاناة أكبر، لكن معاناة عائلة الأسيرة حمارشة أكبر من أي عائلة أخرى، كون أن الإحتلال لم يكتف باعتقال الوالدة فقط، فاعتقل الوالد في ذات اللحظة، ويمضيا سويا فترة السجن، وهنا تجد ليلى ’24 عاما’ الإبنة الأكبر للعائلة كما تقول لنادي الأسير أنها أصبحت أما، وتضيف ‘مع اعتقال والدي ووالدتي في ذات الفترة، أتحمل مسؤولية أكبر تجاه خمسة من الأخوة’، وتشير إلى أن الأصغر بينهم، وعمره ’14 عاما’، بحاجة إلى عناية طبية ونفسية لمعاناته من مرض تآكل في الفخذ.
ليلى طالبت أن يتم ‘تدويل قضية الأسرى’، من خلال جعلها قضية تبحث في المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى إعطاء الأسيرات حقوقهن إعلامياً.
وتقول المعطيات التي قدمها نادي الأسير وهو جمعية تعنى بوضع الأسرى في السجون أن الأسيرة ريم حمارشة، اعتقلت في شباط/فبراير الماضي ، على الجسر الحدودي عند عودتها من الأردن، ولا زالت موقوفة، فيما اعتقل زوجها عدنان حمارشة في اليوم الثاني لاعتقالها.وهناك الأسيرة أحلام عيسى، من مدينة قلقيلية، وهي زوجة للأسير سائد سواعد، والمعتقل في سجن ‘نفحة’، منذ العام 2003، والمحكوم بالسجن لمدة ’27 عاما’.
وتقول ابنتها نعمة ‘كنا نعيش ظروفاً صعبة في ظل أسر والدنا، ولكن الآن الظروف أصبحت أصعب في غياب والدنا ووالدتنا سوية، ونعيش الآن أنا وأخي مع جدتي التي تعتني بنا’.
وباستذكار ‘عيد الأم’ تقول إبنة الأسيرة نوال السعدي وتدعى عطاف عليان ’25 عاما’ ‘ نفتقد لأمنا في مثل هذا اليوم، وأتمنى أن تكون بيننا في العام القادم، فالحياة بدونها لا شيء’.
وتشير هذه الفتاة إلى قيامها بسبب غياب والدتها بالإعتناء بأخوتها صغار السن، وتضيف ‘ لا شيء يغني عن الأم، ولا يمكن أن أغطي مكانها’.
ومن بين الأسيرات الأمهات الأسيرة رسمية بلاونة، ’53 عاما’، من طولكرم، وهي أكبر الأسيرات سناً في سجون الإحتلال، ولها ثلاث بنات، وابن اعتقل بعمر (17 سنة)، وأفرج عنه بعد أن قضى تسع سنوات فيما يعرف بـ ‘صفقة شاليط’ وأُبعد إلى غزة.
وتعتقل إسرائيل كل من الأسيرات لينا الجربوني، وأنعام الحسنات، ورنا أبو كويك، ونهيل أبو عيشة، وآيات محفوظ، ونوال السعدي ومنى قعدان وريم حمارشة، وآلاء أبو زيتون، وتحرير القني، ووئام عصيدة، وفلسطين نجم، ومرام حسونة، وزينب أبو مصطفى، ورسمية بلاونة، ولما حدايدة، ودنيا واكد، وانتصار الصياد، وشيرين العيساوي، وأحلام عيسى، وهن من عدة مناطق متفرقة من الضفة الغربية. ومع استمرار سلطات الإحتلال الإسرائيلي في عمليات الإعتقالات اليومية بحق الفلسطينيين، فإن قائمة الأمهات الأسيرات مرشحة للزيادة بوتيرة متصاعدة، وهذا من شأنه أن يفاقم معاناة السكان.

القدس العربي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى