يعتبر بعض النقاد أن شبكة الانترنت ساهمت بطريقة أو أخرى في ظهور أسماء أدبية حققت جماهيرية كبيرة بفضل نشرها الغزير على الشبكة، وإنها أي تلك الأسماء لم يكن لها أن تنتشر وتجد هذه الجماهيرية لو كانت تقوم بالنشر الورقي المعتاد. يذهب البعض للتأكيد أن تلك الأسماء التي تظهر على شبكة الانترنت سرعان ما تخبو وتختفي بعد فترة من الزمن مرجعين السبب للخواء الفكري والإفلاس ثم لاكتشاف القراء للتواضع المعرفي عند تلك الأسماء.
توجد دراسات نقدية تناولت هذا الجانب لست بصدد مراجعتها ، كذلك لا أرغب بتسليط الضوء على أثر النشر الالكتروني على الكتاب المطبوع ( الورق) وهو موضوع اجزم أنكم قد استمعتم للحديث حوله عدة مرات، لكنني في هذه السطور أريد تناول الموضوع من زاوية مختلفة تماما تتعلق بالمبدع الذي له عدة كتب وله إصدارات غزيرة وكتابات متعددة ويتم نشرها أيضا على شبكة الانترنت، المبدع الذي حقق نجاح كبير وجماهيرية ثم انفصاله الواضح الفاضح عن جمهوره وقراءة وتعاليه عن التواصل معهم ودعم من يحتاج للدعم والتوجيه للسير نحو احتراف الكتابة والتأليف، في ظني أن هذا التجاهل هو الذي يسبب صعود أسماء عبر الشبكة دون تقويم أو توجيه ودون تعليم ، ومحاولة تنمية معرفتهم بفنون الكتابة واقتناص الفكرة التي تمر بالذهن بشكل خاطف. ولكن عملية الكتابة مستمرة وستظل مستمرة وهي متواصلة منذ بدأ الإنسان البدائي تعلم النحت ورسم الأشكال حتى وصوله لوضع الحروف والكتابة، لذا لن يجد التنكر للأجيال القادمة ومحاولة التقليل من تجربتها الكتابية والتا ليفية ووضعها في خانة – كتابات النت – للتقليل منها ومن قيمتها الأدبية أي صدى يذكر، إنني اعتبر عدد من الأسماء التي تكتب وتنشر عبر شبكة الانترنت سواء المنتديات أو المواقع الثقافية مبدعة وتحتاج لفعل مؤسساتي يرعاها ويتبناها ويأخذ بيدها. ذلك أن صعود هذه الأسماء الشابة في مضمار الأدب والثقافة ومحاولاتها الحثيثة للكتابة والإبداع حق مشروع سواء كانت تتم بواسطة شبكة الانترنت أو من خلال النشر عبر الصحف والمجلات، المهم في هذا المضمار تقديم الدعم والرعاية، ثم على المؤلفين عدم التخلي عن واجبهم الإنساني وتقديم الدعم والنصح والإرشاد دون قيد أو شرط، إذا كانت كلماتهم حقيقة نابعة من القلب ومؤلفاتهم التي امتلأت بالدعوة للمساواة والعدالة وحق تكافؤ الفرص صحيحة وصادرة من عمق الضمير وليست مجرد شعارات يزينون بها كلماتهم.