الإهمال المتعمد ينهي كل شيء كان بالأمس جميلاً منعشا وكان املا يبعث الصبا ...هكذا تعلمت بل تأكدت بعد معاناة ...صَمت مبھم يطبق على المكان كأن اشياء في داخل أرواحنا تتذكر...صمت قاس مرعب...ليس بإسم الكبرياء اخترته ... بل لأني أتلفت كل خرائط العودة وأضعت الطريق ...فهل للحماقة دموع نغسل بها الذكري ...الحب الكبير خطير زمن الاحتضار...تأدب ايها الحنين وارحل لا تكن لجوجا...لم أأذن لك بالدخول ...فصل الشوق اسقط آخر أوراقه.. و قوس الصبر فقد سحر الوانه فارحل...خذ طيفك وبقايا حلم متعثر يأبى الارتكاز على عكاز الزمن رغم خطواته العرجاء و ضحكة متشققة اتلفت معالمها ...ارحل كفاني وجع...بقايا صور فقدت بهرجة اضاءتها و قيدت الذكرى تقتلع تنهيدة لا ادري في أي مكان كانت مدفونة لتخرج متحشرجة طالبة الرحمة من ذات الألم...تعبت ..تعبت من شوق رسم على تقاسيمي تجاعيدا تخبئ في طياتها فرح مكسور ..لحظات حُسبت عمرا...ولكن مرت مسرعة كقطار لا يبالي بالمحطات...لم يعد للقمر نفس الهوى ولا للشاطئ نفس النسيم ولا للبحر نفس هدير الموج...ذات المكان لم يعد هو زرته مرارا حاملة حقيبة ذكرى علي استرجع بعض البسمات التي عدت بها فيما مضى لكنها عادت خاوية ثقيلة بالوجع...ذات المكان الذي فيه مسكت يدي لأول مرة و سربت في مساماتي كل الفصول وكل ألحان العشق وكل عطر مميز..تفاصيل أبت المغادرة ...مشيت نفس الطريق كم كان طويلا ومرهقا ..صعدت نفس المرتفع وجلست على نفس المعلم وسجلت بين حجارته تاريخا آخر لتاريخه...بُحت لإحدى الفجوات في جدار المكان سبب عودتي بكت نعم اتصدق هذا بكت ترابا فقد فقدت دموعها مثلي نفضت ترابا تواسيني به كأنها تقول احتفظي بغبار المكان لك وحدك فقد عبر مسافة أخرى وقد أتى مرارا...لم يسألوك عني لم يكونوا على دراية من أمري فيما سبق لم يعلموا انني لم أكن عابرة سبيل بل راهبة في دير اتضرع لآلهة الحب ان تحفظ ذرات عشقي في كتب الأساطير ...قال القمر المكتمل وقتها رأيتك وسمعت نبضك وعرفت شوقك وعشقك وجنونك به ولكني ملزما بالصمت رجاني ان لا ابكي بل ان اكتب أحاسيسي عل الأيام تنصفني في زمن قادم ...عدت بخطى ثقيلة وألما موجعا لا استطيع التأوه به لكني عرفت وقتها معنى الحب الجميل والعشق الأبدي الذي يعري كل كلمات الغزل المركبة ويعزف لحن الخلود عدت مشوشة حبيسةُ قلب يتراخى نبضهُ وذاكرة متقرحة تحاول نسيان الفرح تحاول اقتلاع كلمات لطيفة موشومة بصدى الصوت توصل المعنى بتلميح راقي دون تصريح مبتذل عدت وتركت آثارا على الرمال مرسومة بمعالم اسطورة تغزو الذاكرة أحاول ان اكتب قصيدة لكني تركت الأوزان والتفعيلات في درب لا اعرف العودة اليه ...