ربما سيتفق معي البعض ويخالفني الباقون في الرأي، إلا أن المسألة صحيحة ولا جدال فيها تبعاً لعدة عوامل.
أهمها أن المرأة هي الطرف الأضعف والهش في المجتمع، لا سلطة لها ولا قوة لصوتها كي يخرج في التكفير عن ذنبها مهما بلغ فداحة خطئها وعلى النقيض فمهما صغر حجمه نجد المجتمع لا يرحمها ولا يعطها بالمقابل فرصة للتصحيح أو حتى في بعض الأحيان التبرير.
تحدثت مسبقاً عن جرائم الشرف في الأردن التي يكتشف بعد قتل الضحية من قبل أحد الذكورة في عائلتها بأنها شريفة وبأنها ليست مذنبة
وللأسف امتد الأمر حد قتل الإناث في حال تم اغتصابهن ويتم في المقابل بمحاكمة الجاني ببضع سنوات في السجن غالباً لا يكمل مدة حكمه إذ أنه يخرج بكفالة ليمارس سلطته الذكورية على غيرها.
المشكلة الأكبر عندما تكون نساء البيت حراماً ونساء العالم حلالاً، هنا نتأكد فعلاً أن المجال المفتوح للرجال في ممارسة أقبح الأفعال ماهو إلا ضوء أخضر من قبل المجتمع الذي بالفعل لا يرى الخطأ إلا عندما تمارسه المرأة.
ومن المهم جداً أن تدرك النساء كافة بأنه مامن انسان كامل على وجه الكرة الأرضية، وبأن من خلق ليعمر بها سيسقط ويتعلم ويفشل حتى يصل إلى النجاح المطالب به من الرب في مهامه على الأرض، لذلك لا بأس بأن تخطىء المرأة وقد فتح الله لها أبواباً وليس باب للتوبة وقد رحمها بكتابه بين الكلمة والأخرى مؤكداً على مكانتها وتأثيرها في المجتمع والبيت والأبناء في كافة الأديان السماوية.
تبعاً لذلك إن من أول الخطوات التي على المرأة ممارستها كي لا تكون بؤرة المجتمع التي يرمي أخطائه عليها، أن لا تخاف من تصحيح أخطائها، وأن لا تتخذ من تجاربها مهما كانت عائق من أن تكمل حياتها، وأن لا تسمع الكلمات التي قد تحطمها وتفتح آذانها على اتساعهما عمن ينصحها ويرشدها.
والأهم أن تعرف لمن تحكي وعمن تخبىء كلماتها، وتفتخر بكونها أنثى ولا تتمنى أن تكن يوماً رجلاً.
فبهذه الخطوات البسيطة تثبت المرأة أنها نصف مشارك بالمجتمع وأن أخطائها ماهي إلا سلم لنجاحها.
فأن ترى في خطئك عيباً يعني أن تتفق مع الكل ضدك في رؤيتك قمامة يجب التخلص منها قبل أن يجتمع حولها ذباب الثرثرات من المجتمع.