تمتلك الروح القيادية والتحدي وخفة الظل مع الجدية على تحقيق الذات، ما دفعها إلى صعود سلم النجاح درجة بعد الأخرى؛ حتى وصلت الى أبعد مما كانت تحلم به، فاستحقت بحق وبجدارة الألقاب والجوائز التي نالتها،..
حيث تم اختيارها "أخيراً" من ضمن أفضل 4 ضباط متميزين على مستوى العالم، لتسهم بذلك في رفع مكانة المرأة الإماراتية بشكل خاص والعربية بشكل عام، باعتبارها أول امرأة عربية تحصل على هذا اللقب من قبل المنظمة العالمية لكبار الضباط التي تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقراً لها.
إنها الرائد آمنة محمد البلوشي، رئيسة جمعية الشرطة النسائية رئيسة قسم الإعلام والعلاقات العامة في مديرية شرطة العاصمة وفي لقاء معها قالت:
إن المرأة الإماراتية تحب التحدي وخوض الصعاب وإثبات الذات، وكما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتاب (ومضات من فكر): (إن المرأة الإماراتية تجاوزت مرحلة التمكين)، فهذا المنهج من القيادة كان وما زال أكبر دافع لي ولبنات الإمارات للإبداع.
وتشير آمنة إلى أن رئاستها لقسم الإعلام والعلاقات العامة وفرع المالية وجمعية الشرطة النسائية في الوقت ذاته، تعتبر من الصعوبات التي واجهتها بسبب تنوع الأهداف والمهام والأنشطة والبرامج والمبادرات واختلاف الاختصاصات، لكنها تغلبت على ذلك من خلال تفويض الصلاحيات للمرؤوسين مع متابعتها للعمل لمنع حدوث أخطاء، وتحديد الأولويات وإدارة الوقت وتشكيل فرق العمل.
وتنقلنا البلوشي في رحلة إلى الماضي مع بدايات مسيرتها التعليمية والوظيفية حيث تقول: بدأت مسيرتي الوظيفية من خط البداية عندما التحقت بالعمل في الشرطة، وكان التحدي هو أن أعيش أحلامي واقعاً مهما كانت الصعوبات والمعوقات، لقد تمرست على وضع الأهداف وتحقيقها، فلا مجال للمستحيل مع العمل الجاد المنظم المخطط.
وتشير إلى أنها تعد حالياً رسالتها للحصول على درجة الدكتوراة من بريطانيا بعنوان (الربط بين التحفيز والرضا الوظيفي للشرطة النسائية الإماراتية) وتعتبر الرسالة الأولى من نوعها في هذا المجال فيما يخص العنصر الشرطي النسائي، خصوصاً أنها تتضمن مقارنات معيارية مع الدول الأخرى.
أنجز أعمالي بما يفوق توقعات رؤسائي
مشوار آمنة في السلم الوظيفي والتعليمي لم يكن سهلاً، فقد وضعت لنفسها أهدافاً محددة منذ بداية مسيرتها، حيث تقول (وضعت أهدافاً محددة منذ البداية تمثلت في أن أنجز أعمالي بما يفوق توقعات رؤسائي.
وأن أكون عنصراً من العناصر الفاعلة والمؤثرة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية في العمل الشرطي والأمني، كما وضعت رؤية لنفسي تمثلت في أن أصبح من أفضل وأمهر الضباط على مستوى وزارة الداخلية، ونموذجاً يحتذى به).
وتضيف: انبثقت عن هذه الرؤية رسالتي في أن أقوم بواجبي تجاه وطني في تحقيق العدالة ومساعدة أفراد المجتمع كافة؛ دون تمييز من خلال تقديم أفضل الخدمات لهم والحفاظ على القيم الأخلاقية والسلوكية.
وكان التعليم وما زال هاجساً لدى آمنة التي تضيف بقولها: (العلم نبع لا ينتهي مهما بلغ الإنسان من درجات)، فهي حاصلة على دبلومين من كلية التقنية العليا في إدارة الأعمال وآخر من الجامعة الأميركية وبكالوريوس في علوم الإدارة، كما حصلت على الماجستير في إدارة الموارد البشرية وماجستير آخر في إدارة الجودة الشاملة؛ وتقترب حالياً من نيل شهادة الدكتوراة.
والرائد آمنة التحقت طول مسيرتها المهنية بأكثر من 80 دورة تدريبية مؤكدة حرصها باستمرار على تنمية مهاراتها وتطوير قدراتها من خلال الدورات التدريبية التخصصية؛ خصوصاً في مجال الإعلام والعلاقات العامة والمالية وتنظيم المؤتمرات والفعاليات..
حيث عملت على اكتساب المزيد من الخبرات من رؤسائها وزملائها؛ والخبراء والاستشاريين والمشرفين واستغلال الفرص التي توفرها القيادة في هذا المجال لتحقيق الأهداف.
وتؤكد آمنة التي كُرّمت أخيراً من حرم صاحب السمو رئيس الدولة، حفظها الله، أن رحلة التميز والإبداع لا تنتهي وتحتاج لكي تستمر إلى المتابعة المتواصلة لأفضل الأساليب والوسائل العلمية والاطلاع على افضل الممارسات العالمية؛ وتنفيذ خطط العمل ومتابعتها من خلال مؤشرات الأداء وفق جداول زمنية محددة.
كانت بدايات آمنة في الحياة المهنية مختلفة، فقد بدأت مشوارها العملي في أحد البنوك الوطنية؛ ثم انتسبت بعد ذلك الى وزارة الداخلية بعد التحاقها بدورة شرطية حصلت فيها على المركز الأول في المجموع العام؛ وفي المواد الأكاديمية والقيادة، ومن ثم التحقت بقسم مكافحة المخدرات بشرطة رأس الخيمة، ثم انتقلت الى قسم المالية ثم إلى الشرطة النسائية.
وبعد هذه المسيرة انتقلت آمنة لشرطة أبوظبي فعملت في قسم الاستراتيجية، ومنه مديرة لفرع شؤون المالية في مديرية شرطة العاصمة ثم رئيسة قسم الإعلام والعلاقات العامة بشرطة العاصمة.
جوائز للأم العسكرية والمرأة القيادية
من خلال ترؤس الرائد آمنة لجمعية الشرطة النسائية الإماراتية قامت بإطلاق والإشراف على تنفيذ مجموعة من الجوائز والأنشطة والبرامج والتي تصب في مصلحة تحفيز وتطوير وتأهيل الشرطة الإماراتية ومنها، تشجيع العديد من الشرطيات على استكمال دراستهن.
كما أطلقت عدداً من الجوائز منها جائزة الأم العسكرية المتميزة على مستوى الشرطة، والتي تم ضمها إلى جوائز وزير الداخلية للتميز منذ عام 2012 إضافة الى جائزة الأسرة العسكرية المثالية، وجائزة المرأة القيادية وجائزة خدمة المجتمع وجائزة العمل البطولي والتفوق العلمي، وجائزة الموظفة المتميزة من ذوات الإعاقة لتكون الجائزة الأولى من نوعها لفئة ذوات الاحتياجات الخاصة والعاملات في قوة الأمن والشرطة.
تقول البلوشي إن الجمعية تقوم أيضاً بدور تطوعي في المجتمع محلياً وخارجياً، حيث تم إنشاء وحدة التطوع المجتمعي وبلغ عدد المتطوعات أكثر من 1000 متطوعة على مستوى الدولة..
وسبق لوفد من الجمعية زيارة المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين، ونعمل حالياً بالتعاون مع الهلال الأحمر على تنفيذ حملة لجمع مساعدات للأمهات واللاجئات بشكل عام لتوفير كل ما تحتاجه المرأة في المخيم، حيث سننظم زيارة قريباً لتوزيع هذه المساعدات.
وتشير إلى أن الجمعية وقعت عدداً من المذكرات مع كبرى المؤسسات الحكومية والخاصة في الدولة، منها هيئة الهلال الأحمر ومراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين؛ ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وعدد من الشركات الخاصة في مجال الرعاية.
كما نفذت الجمعية أكثر من 20 دورة متخصصة للعناصر الشرطية النسائية في مجالات مختلفة، كان أهمها تأهيل القيادات النسائية بالتعاون مع مراكز تدريب متخصصة ومعترف بها دولياً.
إضافة إلى ذلك تؤكد الرائد آمنة أن الجمعية نجحت في إنشاء لجنة المرأة المعاقة والتي من أهم أهدافها الاهتمام بشريحة المرأة المعاقة ودعمها وتمكينها في قوة الأمن والشرطة، إضافة الى تنظيم عدد من الفعاليات الاجتماعية لتعزيز العلاقة بين العناصر الشرطية النسائية والمجتمع.
كما تم تأسيس الموقع الإلكتروني لجمعية الشرطة النسائية الإماراتية باللغتين العربية والإنجليزية، حيث يعتبر الموقع الأول على مستوى الشرق الأوسط الذي يعنى بشؤون الشرطة النسائية؛ فضلاً عن تأسيس مجلة الشرطية الإماراتية؛ والتي تصدر باللغتين العربية والانجليزية؛ وتعنى بمتابعة نشاطات الشرطة النسائية في دولة الإمارات.
وتؤكد آمنة أن كل ما حققته والجوائز التي حصلت عليها لم تكن لتنالها لولا دعم القيادة الشرطية ورؤسائها والفريق الذي يعمل معها، فقد اعتمدت في تحقيق الإنجازات وتنفيذ المشاريع والمبادرات على فرق العمل، حيث بلغ عدد فرق العمل خلال عام 2013 (15) فريقاً مثل فريق عمل تنظيم المؤتمرين الأول والثاني للجمعية العالمية للشرطة النسائية..
وفريق عمل تنظيم معرض الأسر المنتجة وفريق عمل تنظيم الملتقى الأول للمرأة المعاقة، وفريق عمل تنظيم الاحتفال بيوم الشرطة العربي في وزارة الداخلية، بالإضافة إلى فرق العمل التي تم تشكيلها على مستوى الدولة في كل إمارة لتنفيذ مبادرات ومشاريع الجمعية، والعمل كمنسقين مع إدارة الجمعية والجهات الخارجية المعنية بهذه المشاريع والمبادرات.
تأسيس جمعية الشرطة النسائية
شكل تأسيس جمعية الشرطة النسائية في الإمارات منعطفاً هاماً في مسيرة الرائد آمنة البلوشي المهنية؛ حيث انبثقت الفكرة من خلال لجنة دعم العنصر النسائي في شرطة العاصمة التي كانت لها مبادرات هامة.
الأمر الذي دفع آمنة إلى البحث عن أية رابطة موجودة تشمل العنصر النسائي على مستوى العالم، ووجدت جمعية الشرطة النسائية العالمية التي تأسست سنة 1918 وتواصلت معهم للتعرف على أهدافهم ومبادئهم؛ وماذا يمكن أن يقدموا للعنصر الشرطي النسائي ومن هنا انطلقت الفكرة.
تقول آمنة إن جمعية الشرطة النسائية الإماراتية لم تكن لتتحقق إلا من خلال دعم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي شجع على تأسيس الجمعية لدعم العنصر النسائي الشرطي على مستوى الدولة، وبذلك تم إشهار أول جمعية شرطية نسائية ليس فقط على مستوى المنطقة، وإنما على مستوى الدول العربية.
البلوشي .. الإماراتية المبدعة وخبيرة الموارد البشرية
حصلت الرائد آمنة البلوشي على العديد من الجوائز المحلية والعالمية مثل جائزة الإماراتية المبدعة من حرم صاحب السمو رئيس الدولة، سمو الشيخة شمسة بنت سهيل.
وجائزة المرأة المبدعة في القطاع الحكومي على مستوى العالم (جوائز ستيفي العالمية لعام 2013 وجائزة الضابط المتميز في الأداء الشرطي على مستوى العالم لعام 2013 من منظمة كبار الضباط بالولايات المتحدة الأميركية، وتعتبر أول امرأة عربية تحصل على أكبر جائزة من جوائز الجمعية، جائزة الموظفة المتميزة في وزارة الداخلية.
كما حصلت البلوشي على العديد من شهادات الشكر والتقدير من وزارة الداخلية؛ منها شهادة تكريم عن فئة الموظف المثالي في الوزارة.
وأسهمت مبادراتها في استحداث جمعية الشرطة النسائية بوضع المرأة الإماراتية على الخارطة العالمية عن طريق نجاحها في تنظيم المؤتمر العالمي للشرطة النسائية في أبوظبي لعامين متتاليين، شهد له كل الذين شاركوا فيهما بالنجاح ونقلت أخباره وسائل الإعلام العالمية والمواقع الإلكترونية.
والبلوشي تمكنت من معالجة مشكلة ضعف مشاركة العنصر النسائي في أنشطة العمل الشرطي، من خلال إيجاد إطار يمكنهم من إبراز قدراتهن ومواهبهن تمثل في تطبيق مشروع "جمعية الشرطة النسائية"، التي استقطبت أكثر من (5000) من عناصر الشرطة النسائية على مستوى وزارة الداخلية شاركن في العديد من الفعاليات التي تعتبر نقلة نوعية في مشاركات العنصر النسائي.
وحصلت على شهادة خبيرة في الموارد البشرية من جامعة بريطانية لتكون أول خبيرة من الشرطة النسائية في مجال الموارد البشرية.
وحصدت الرائد آمنة أخيراً وخلال الاحتفال بيوم المرأة العالمي جائزة معهد الشرق الأوسط للتميز الرابعة عشرة للقيادات، والتي ينظمها معهد جائزة الشرق الأوسط للتميز تقديراً لأفضل الإنجازات القيادية، كما تم تكريم الرائد آمنة في حفل أقيم بفندق برج العرب بحضور عدد كبير من الشخصيات.