تفقد النساء السوريات المقاتلات اللواتي انضوين في كتائب نسائية لقتال نظام الرئيس السوري بشار الأسد دورهن في الصراع العسكري الدائر في البلاد، شيئا فشيئا، وذلك بسبب سيطرة المقاتلين الإسلاميين على معظم المناطق «المحررة»، وفرضهم أحكاما تمنع النساء من لعب أي دور في المعارك ضد القوات النظامية.
وهذا ما يلفت إليه مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، مشيرا إلى أن «الكتائب الإسلامية التي تفرض على المرأة لباسا معينا، وتمنعها من الخروج من المنزل، من البديهي أن تحظر عليها المشاركة في العمليات القتالية ضد النظام».
وتقلص حضور المقاتلات النساء في صفوف المعارضة بعد هيمنة الإسلاميين على المشهد العسكري»، بحسب عبد الرحمن، الذي يوضح أن «دور النساء في المعارضة السورية المقاتلة لم يكن ذا فاعلية على الصعيد العسكري، لكنه كان يحمل رمزية بأن المرأة تشارك في الثورة أسوة بالرجل وتسعى إلى إسقاط النظام أيضا».
وعلى الرغم من أن وكالة «رويترز» كانت قد أكدت في تقرير لها، قبل فترة، انضمام عدد من النساء في حلب إلى كتيبة «أمّنا عائشة» لحمل السلاح، وقتال القوات النظامية، فإن عضو مجلس قيادة الثورة في المدينة ياسر النجار، نفى لـ«الشرق الأوسط» وجود نساء في صفوف المقاتلين على الأرض، معتبرا أن «الحضور العسكري في شوارع حلب يقتصر على الإسلاميين التابعين للهيئة الشرعية».
ونقلت «رويترز» عن أم عمر قائدة كتيبة «أمنا عائشة» قولها: «نحن كنا من الطبقة المثقفة. كنا مدرّسات، وقررنا أن نقدم دعما نفسيا قبل الدعم العسكري.. ليس بسبب تقصيرهم، بل على العكس هم صمدوا أكثر مما يستطيعون، ولكن بعدما طال أمد الثورة بدأوا يشعرون بالملل، ولذلك قررنا أن نكون داعمين لهم، إن شاء الله».
ونقلت الوكالة عن مقاتلة من كتيبة «أمنا عائشة» قولها: «خضعنا لدورات إسعافية، وأصبح لدينا الخبرة اللازمة، واشتركنا باقتحامات عدة، من خلال إسعاف الجرحى. ونحن كلنا فداء الوطن والثورة، وسنبقى إلى جانب المجاهدين».
وبحسب «رويترز»، أنشأت الكتيبة نقطة طبية لتقديم الإسعافات للمقاتلين والجرحى، وتلقت المقاتلات تدريبات عسكرية، وحصلن على دورات للتدريب على الإسعاف قبل أن يشاركن في القتال.
وكان قد أعلن في أواخر شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، عن تشكيل أول كتيبة نسائية تنضم للمعارضة المسلحة المناهضة لحكم الرئيس السوري بشار الأسد، باسم «كتيبة بنات الوليد».
وأرجعت النساء المنضويات في هذه الكتيبة سبب تشكيلها إلى «الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري عامة، والحرائر خاصة، والتهجير القسري للمدنيين العزل من قبل العصابات الأسدية وإجبارهم على ترك منازلهم وسرقة ممتلكاتهم، وعمليات القنص المستمرة للشعب السوري الحر من قبل الشبيحة والمرتزقة الإيرانيين وعناصر حزب الله رغم وجود المراقبين الدوليين».
وتُعد المهندسة في مجال البترول ثويبة كنفاني أول منتسبة إلى صفوف الجيش الحر، بعدما تركت عائلتها وجاءت من كندا إيمانا منها بأن «العمل إلى جانب الجيش الحر وتسليحه وتقديم كل أنواع الدعم له يعد الطريقة الأنجع والوحيدة للقضاء على نظام بشار الأسد».
في المقابل، يستعين نظام الرئيس السوري بشار الأسد بكتائب نسائية في حربه ضد المعارضة يطلق عليها اسم «لبوات الدفاع الوطني»، إذ تم تدريبهن على استخدام السلاح والبنادق واقتحام الحواجز، في محاولة من النظام لسد الفجوة داخل الجيش السوري بسبب كثرة الانشقاقات. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن «المهام المنوطة بالنساء تقتصر على مراقبة نقاط التفتيش وحراسة الأحياء التابعة للنظام».