ثلاث فتيات من الإسكندرية، شاهدن التحرش فى كل مكان، وانضممن إلى حملات وقف التحرش، ولكنها بلا جدوى.. من هنا قررت الثلاث فتيات عمل حملة لمحاربة التحرش عن طريق تقديم دروس لأخريات فى طرق الدفاع عن النفس فى حالة التعرض للتحرش، وأطلقن على حملتهن اسم "أنتِ أقوى".
سارة عرفات، مى عبده ونجوى شمس الدين، جمعهن حلم القضاء على التحرش فى مصر، لم يمنعهن ما يقع على الأرض من أحداث، انطلقن بقوة مع نهاية العام الماضى، لتكون بداية لهن لعام 2014 للوصول إلى كل الفتيات فى محافظات مصر بأكملها، والآن "أنتِ أقوى" استطاعت الوصول إلى الفتيات فى القاهرة والبحيرة، ليقوموا بدورهن فى حمايتهن من التحرش.
تقول سارة عرفات، المتحدث الإعلامى للحملة، "اشتركت فى حملة لمواجهة التحرش بالإسكندرية، ولم أجد لها نتيجة رغم العمل الشاق التى كانت تقوم به الحملة، ومع التفكير، وجدت أن الحل يكمن فى مواجهة كل فتاة بنفسها لما يحدث لها من تحرش دون العودة إلى حملات توعية، لأنها لا تؤثر بالفعل فى القضية، من هنا أطلقنا مع صديقاتى حملتنا الجديدة، البداية كانت بمحافظتنا، ولكن الآن نتوسع بشكل سريع لنصل إلى جميع المحافظات".
تقوم فكرة الحملة على تدريب الفتاة على تقنيات الدفاع عن النفس لمواجهة من يقوم بالتحرش بها بطريقة لا تعرضها للخطر، وتحفظ حقها القانونى عن طريق تعريفهن بحقوقهن وكيفية اتخاذ الإجراءات التحريرية، بالإضافة إلى تخطى المشكلات النفسية التى تتعرض لها نتيجة التحرش، وتهيأتن لمواجهة حالات التحرش التى قد تحدث لهن فيما بعد.
وتضيف "الجميع فى الحملة متطوع بداية منا، وصولاً إلى المدرب البدنى، والمحامين القانونيين والطبيب النفسى، ونقوم بتدريب من تريد بالمجان على الوسائل الثلاثة لمواجهة التحرش، ليس لنا مكان أو مكتب ثابت ولكننا نقوم باستئذان مراكز ثقافية أو قاعات فى نوادٍ اجتماعية لأخذ المكان لعدد ساعات محددة نقوم فيها بالتدريب".
وتشير سارة إلى أنهن يريدن تنظيم حملة "أنتِ أقوى" فى جميع المحافظات، نظراً لوجود حالات تحرش فى بعض المحافظات ولا يوجد هناك من يتعامل مع حالات الفتيات، اللاتى يتكتمن دائمًا على ما حدث مهما وصلت درجة التحرش بهن، وهذا خطأ تقع فيه الفتيات، لأن الفضيحة الحقيقية ليس بقولها "إن هناك من تحرش بها"، ولكن الفضيحة هى تسترنا على الجريمة ومن قام بها.
وفى أقرب وقت سنصل للجميع تحت شعار "كونى عقل العالم وواجهى التحرش"، وحتى نعملهن كيف يدافعن عن أنفسهن لمواجهة ظاهرة غريبة على مجتمعنا الشرقى بما فيه من قيم وعادات وتقاليد تحافظ على كل من على أرضه.