أنجزت البروفيسور راندا مصطفى أستاذ وظائف الأعضاء الإكلينيكيه ورئيس قسم العلوم الطبية الأساسية بكلية الطب بجامعة الشارقة ورئيس جمعية سن الأمل فرع جمعية الإمارات الطبية أول دراسة عالمية عن أعراض انقطاع الطمث والتعرق الليلي والهبّات الحرارية للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تلقفتها كافة محركات البحث العلمي وأعرق المجلات العلمية المحكمة في العالم.
اشترك معها في هذه الدراسة البروفيسور دافيد ستيورد رئيس الجمعيه العالميه لانقطاع الطمث بالمملكه المتحدة, مع فريق ضم كلا من الدكتور زين ميرغني والدكتوره نرمين نصير من كلية الطب بجامعة الشارقة والدكتور كريم محمد احمد اخصائي القلب والأوعية الدمويه بمستشفى الكويتي والمحاضر المنتسب بالكلية، كما ضم ولأول مرة إحدى خريجات الدفعة الأولى من كلية الطب الطبيبة غدير القصير والتي تحضر الآن لدرجة الماجستير بأمراض النساء والتوليد بكندا.
أجري البحث الذي اشتمل على عينة قوامها 372 سيدة اماراتية من مختلف إمارات الدولة على مدى العامين الماضيين, حيث تم الاستطلاع بموجب استبيان ولقاءات وجها لوجه عن تاثير التغير المناخي والسمنة والحالة النفسية والمزاجية وممارسة الرياضة وغيرها من العوامل المؤثره على معدل حدوث اللفحات الحرارية والتعرق الليلي ومدى تاثيرها على حياة المرأة.
وقد استخلص البحث أن التسمية بسن اليأس يُشيع اليأس في نفوس النساء ويشعرهن بالاكتئاب، بالإضافة إلى أن الخلافات العائليه او التعطل عن العمل يفعل ذلك أيضا، وكذلك السمنة المفرطة تزيد من معدل تلك اللفحات وتؤثر بدورها على فسيولوجية النوم التي تصل بهن الى اللجوء للطبيب بحثا عن علاج لتلك الهبّات والتعرق الليلي الذي يصل الى مرحلة الإزعاج الشديد بالإضافة إلى عدم وجود عيادات متخصصة للتوعية والدعم النفسي والصحي للمرأة التي تمر بتلك المرحله والتي يصعب عليها ايضا تحديد التخصص الطبي الذي تلجأ اليه .
وأوضحت البروفيسور راندا مصطفى أن سن الأمل كما نفضل تسميته بدلا عن سن اليأس بتشجيع من جمعية سن الأمل الإماراتية هو السن الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية في حياة المرأة، ويحدث هذا التغير نتيجة توقف المبيضان عن إنتاج الهرمونات الأنثوية (الاستروجين و البروجسترون) مع تقدم المرأة بالعمر، وبذلك لاتستطيع المرأة الإنجاب.
وتضيف: ولعل تسمية هذه المرحلة العمرية بسن اليأس كون المرأة تكون خلالها يائسة من الإنجاب، لكنها ماتزال قادرة على الإستمتاع بحياتها الجنسية أو الإجتماعية .
وأكدت أن سن الامل ليس حالة مرضية حتى ترتعد منه بعض النساء، بل هو مرحلة انتقالية طبيعية بيولوجية، مثلها مثل البلوغ، والمراهقة، والحمل، والولادة، واليأس فى الانجاب واقع وحقيقة بيولوجية، يجب أن نتعامل معها ونتفهمها فى حدودها، ليس أكثر ولا أقل أما الهبات الحرارية (Hot flashes)، فتعتبر من أكثر الأعراض شيوعاً عند حدوث انقطاع الطمث النهائي وقد تبدأ قبل حصول أي تغير في الدورة الشهرية في الاربعينات من العمر، وأحياناً تستمر لفترات طويلة بعد توقفها، حيث تشتكي المرأة من إحساس مزعج بموجات حرارية تبدأ من الصدر متجهة إلى الرأس، وفي هذه الأثناء يتغير لون الوجه ليصبح وردياً ويرافق ذلك تعرق شديد وربما يمتد الى الإحساس بالغثيان والدوار، وأحياناً صداع وخفقان وتستمر هذه الموجات لفترات متفاوتة من ثواني معدودة إلى قرابة الساعة، وتحدث مرات متتالية أثناء اليوم وتكون أكثر حدوثا ليلاً.
يذكر أن مجله (الكليماكتيرك) وهي من أشهر المجلات العالمية في مجال صحة المرأة بعد الاربعين وفترة انقطاع الطمث كما ان لها تأثير ثقافي كبير وتصنيف عالمي متقدم وتصدر عن الجمعية العالمية لانقطاع الطمث، هذه المجلة انفردت على المستوى العالمي بنشر هذا البحث وأن البروفيسور راندا مصطفى دعيت لتلقي نتائج بحثها في المؤتمر العالمي لانقطاع الطمث والذي سيعقد في المكسيك في 14 مايو2014.
ويعمل فريق البحث الآن على دراسة اثر التغير المناخي وعوامل اخرى مثل السمنة على الكثير من الأعراض الفسيولوجية في تلك المرحلة السنية من عمر المرأة مثل العلاقه الحميمة وجفاف المهبل والاكتئاب النفسي والاعراض الانعزالية وهشاشة العظام ومقارنته بالمرأة في المناطق الأخرى مثل الهند والصين وشيلي والمملكه المتحدة حيث ان تلك الدراسات هي دراسات مقارنة بين مختلف المراكز العلمية، وقد حصلت تلك الدراسة والدراسات المستقبلية على موافقة بروتوكول البحث من لجنة أصول البحث العلمي في المجمع الطبي بجامعة الشارقة.