تُشكل النساء النسبة الكبرى من الفقراء وغالبًا ما يكّن أفقر الفقراء. ويُساهم الحرمان والإجحاف الاجتماعي الذى يواجهنّ لكونهن نساء في تشكيل تجربتهن مع الفقر بشكلٍ مختلفٍ عن الرجال، وزيادة تعرضهن للأخطار، وجعل مسألة خروجهن من هذا الفقر أكثر تحديًا بالنسبة لهن.
جذب التركيز المتزايد على البعد الجنسي للفقر ، إهتمام الرأي العام نحو الفقر الذي تعانيه المرأة، فمن الثابت أن الفقر يؤثر بصورةٍ مباشرةٍ في حياة غالبية سكان العالم خاصة النساء، فهناك أكثر من 1.3 مليار نسمة من الفقراء المدقعين، ويُشكل فقراء الريف السواد الأعظم من الفقراء في البلدان النامية، يُؤثر الفقر الريفي على حياة ما يزيد على خُمْس سكان العالم، وتُشكل النساء 70% من فقراء العالم، نصف سكان العالم، يحققنّ ثلثي ساعات العمل، يحصلنّ -فقط- على عُشر الدخل العالمي.
وطبقاً لبيانات بحث الدخل والانفاق والاستهلاك 2010/2011 الذي قام به الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، فإن نسبة الفقراء ارتفعت من 16.7% عام 1999/2000 الى 25.2 عام 2010/2011، وارتفعت نسبة الفقر المدقع بين المصريين من 2.9% من اجمالي السكان عام 1999/2000 الى 4.8% عام 2010/2011.
كما يُعاني 12.6% من السكان من الفقر المزمن (طويل الأجل)، ولا يستطيع نصف سكان ريف الوجه القبلي (51.4%) الوفاء باحتياجاتهم الأساسية، ويُعاني 13.2% منهم من الفقر متعدد الأبعاد، وسجلت محافظات الوجه القبلي أعلى نسب فقر متعدد الأبعاد بلغت 20.7% بمحافظة بني سويف، و17.3% بمحافظة أسيوط، بينما حظيت محافظة أسيوط بأعلى نسبة للسكان الفقراء بلغت 69%.
تتحمل الفتيات والنساء في الأسر الفقيرة نصيبًا غير متكافئ من العمل والمسئولية في تغذية ورعاية أفراد الأسرة من خلال العمل المنزلي غير المدفوع الأجر.
ويبرر التركيز على النساء الفقيرات بصورةٍ مميزةٍ عن الرجال في جهود الحد من مستوى الفقر ، لأن عمل النساء المدفوع الأجر أو وغير المدفوع الأجر هو أمرٌ حاسم الأهمية لبقاء الأسر الفقيرة على قيد الحياة، فالنساء فاعلات اقتصاديًا: إنهن ينتجنّ ويحضّرن الطعام لعائلاتهن، وهن الراعيات الرئيسيات للأطفال والمسنين والمرضى، ويوجّه دخلهن من العمل نحو تعليم وصحة ورفاهية الأطفال.
إن عبء المرأة كبيرٌ في مواجهة الفقر، فحينما تنسحب الدولة ولا تؤدي أدوارها، يصبح على الأم -في الغالب- أن تقوم بأدوارٍ متعددةٍ لأسرتها، فهي بذلك المُترجم الأول لاحتياجات الأسر، وعندما يحصل الفقراء في الريف على ما يكفي من الطعام ، يكون ذلك في أغلب الاحيان وإلى حدٍ كبيرٍ من خلال جهود ومهارات النساء على الرغم من كون هؤلاء النساء هنّ الأقل في الوصول والمشاركة في التدريب والموارد المالية والقروض، لذا فللمرأة الريفية دور وإسهام حاسمين في تعزيز التنمية الزراعية والريفية ، وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاءعلى الفقر في الأرياف.