لا عجباً ان يستباح الدم العراقي في كل يوم بل في كل لحظة وعلى مرأى ومسمع الجميع تحت ذرائع شتى ،تارة باسم الارهاب واخرى باسم الطائفية واخيراً وليس آخراً شبح داعش و ماعش الذي طار بقدرة قادر من محافظة الانبارغرب العراق وهبط عند ناحية بهرز خاصرة بعقوبة هذه القرية الجميلة الوديعة النائمة على ضفاف نهر ديالى .
وفي فاجعة وكارثة انسانية خطيرة لا تقل سوءاً وخطورة عن فواجع اهالي الانبار استباحت المليشيات الطائفية المتنفذة دماء الابرياء في ناحية بهرز ودمرت ممتلكات الاهالي .
39 مدنيا قتلوا داخل بهرز جميعهم من البسطاء بينهم نساء فيما تم اعدام عددا من المواطنين و تعليق جثثهم على اعمدة الكهرباء وتدمير 3 من دور العبادة واحراق العديد من المنازل السكنية بدم بارد .
اهالي بهرز يذكرون ان ميليشات متنفذة دخلت عقب تطهير بهرز ممن اسمتهم الجماعات المسلحة واستباحت دماء الابرياء وقامت باحراق وتدمير ممتلكات الاهالي .
امر مفجع امام هول ما جرى ... ان تكون في بلدك في بيتك وعلى فراشك فتقتحم وتسحل امام عائلتك وتعدم دون سبب او جريرة على ايدي سفاحين لم يرتووا بعد من دماء الابرياء ، لا يكفي القول بانها جريمة فحتى الجرائم لها وقت محدد تنتهي حين يرتوي الظامئون من دماء اعدائهم الا ان اعداء العراق لم يرتووا من دماء الابرياء بعد ان ابيحت لهم الارض والعرض .
المصادر الرسمية في المحافظة ادعت دخول ميليشات الى ناحية بهرز جنوبي بعقوبة مدعومين من قبل من اسماتهم اعوان داعش وهي شائعة مغرضة بشهود الاهالي .
فيما استغلت بعض القوى السياسية معاناة أهالي ناحية بهرز كدعاية انتخابية وخلطت الاوراق لضرب الوحدة الوطنية في المحافظة ، اين كانوا منذ سنوات ولماذا لم ترتفع اصواتهم في دعم بهرز بمجالات الخدمات والاعمار؟.
ديالى التي تعاني منذ 11 عاماً من أوضاع حرجة لم يسلم الاهالي يوماً من القتل والاقتحامات الليلية والاعتقالات العشوائية والقتل على الهوية والطائفية المقيتة .
وشهدت الاشهر الاخيرة تصاعداً امنياً مخيفاً في ديالى عموماً وناحية بهرزخصوصاً ، تضييق أمني حكومي بشكل كبير، قطع للمياه عن المزارع والبساتين التي لطالما عرفت بإنتاجيتها العالية، حملات دهم واعتقال تطال الآمنين من سكانها
لجان تحقيقية والتحري عن الجناة .... سيناريو رسمي يتكرر في اكثر من فاجعة مرت بها ديالى ففي الامس القريب فوجع الجميع باطلاق النيران على العشرات من المصلين العزل على جسر ديالى على ايدي قوات امنية معروفة تلتها حملات تهجير العوائل في قضاء المقدادية و حادثة احراق منازل الاهالي الامنة في السعدية وووو والقائمة تطول والجاني معروف الهوية يصول ويجول ، وتصريحات المسحولين عفوا المسؤولين شجب ، تنديد .... حبر على ورق لا تسمن ولا تغني عن جوع وقفت عاجزة عن ايقاف نزيف الدم العراقي .
اين هي منظمات حقوق الانسان للوقوف على حجم مظلومية الاهالي ؟
اين هم اصحاب الضمائر الوطنية ؟ في بلاد ضاعت فيها العدالة والانصاف ومعاقبة من حاول الاساءة اليها .
ويبقى السؤال الاكثر الحاحاً هل تكون بهرز المنطقة منكوبة الفلوجة الثانية ؟ وهل يعاد سيناريو محافظة الانبار في ديالى ...؟ وهل يصحو اهالي ديالى يوماً ليروا ان نهر ديالى صار مجرى دم بدل الماء ؟
وبالربط بين أحداث بهرز والأحداث التي تمر بها المحافظات السنيّة يرى كثير من المراقبين أن المشروع الطائفي مستمر دون توقف، إلاّ أن تبادل الأدوار وتنوّع طرق تنفيذه هو الاختلاف فقط، فالتخريب في مكان والسيطرة على مكان ثانٍ والبحث عن موطئ قدم في مكان ثالث.