أكد مشاركون في ندوة حول مدونة الأسرة، أمس الثلاثاء ببرشلونة، أن إقرار المدونة كان خطوة مهمة في مسار الوضع القانوني للنساء في المغرب، لكن تطبيقها ما يزال يواجه عدة صعوبات.
وقالت فوزية العسولي، رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة (المغرب)، خلال هذا اللقاء الذي نظمته مؤسسة المرأة الأورو-متوسطية ومؤسسة ابن بطوطة ببرشلونة والمعهد الأوروبي للمتوسط، إنه بالرغم من الزخم الذي اكتسبته مدونة الأسرة في السنوات الأخيرة، إلا أنها ما تزال تواجه تحديات عديدة، منها جهل عدد كبير من المغاربة بمضامينها، خصوصا في المناطق القروية.
وأضافت أنه بعد عشر سنوات من تبني هذا القانون الجديد، لا تزال هناك تحديات كبرى على مستوى عدد من القضايا، أهمها قضية تعدد الزوجات وزواج القاصرات والتحايل الذي يقع في هذا الباب.
وفي ما يتعلق بخطة الحكومة "للمساواة في أفق المناصفة"، أشارت فوزية العسولي إلى أنها تفتقد إلى آلية تنفيذية، إضافة إلى أن الميزانية المرصودة لها ضعيفة جدا، مقابل الخصاص التي يعرفه المغرب في هذا المجال.
وبعد أن عبرت عن أسفها للتراجع الذي يعرفه مجال تمثيلية النساء، وهو ما اعتبرته خرقا صريحا للدستور، ذكرت العسولي بالصراع الذي خاضته الحركات النسائية من أجل ضمان حضور المرأة في مراكز القرار والعمل على تنزيل الدستور وضمان المناصفة في تمثيلية النساء في الوظائف الانتخابية، مسجلة أن الحركات النسائية، وبالرغم من عدم رضاها عن النتائج، استطاعت تحقيق نسبة 17 في المائة داخل قبة البرلمان.
ومن جهته، دعا محمد الشايب رئيس مؤسسة ابن بطوطة، التي يوجد مقرها ببرشلونة، المسؤولين في المغرب إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بالجاليات المغربية المقيمة في الخارج، مشيرا إلى أن "مغاربة كاطالونيا" يعانون من عدة مشاكل مرتبطة بتطبيق مدونة الأسرة.
وطالب في هذا السياق بتمديد أجل توثيق الزواج لفترة جديدة حتى يتمكن المئات من المغاربة من تدوين وثائق زواجهم لدى قنصليات المملكة.
كما استعرض من جهة أخرى سلسلة من المبادرات التي تقوم بها مؤسسة ابن بطوطة في إقليم كاطالونيا والتي تهدف إلى تكريس انتماء الجالية المغربية البالغ عددها نحو 240 ألف شخص إلى وطنها الأم. وشارك في هذا اللقاء الذي أعقبته نقاشات واسعة من قبل الجمهور الحاضر، سكينة بوراوي مديرة مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (تونس) واستير فوشيي رئيسة منتدى نساء المتوسط (مرسيليا).