في مطلع هذا العام بالتحديد في مساء يوم الرابع عشر من شباط (فبراير) والذي صادف يوم الحب أو العشق العالمي ، كررت خيبة من خيباتي المتكررة في العلاقة مع الجنس الآخر ... فقد علمت بقدومها إلى المركز التجاريقبل أن ينتصف الليل بسويعات ، فعقدت العزم لملاقاتها وكسر حاجز الخوف والتردد ، وخاصة في مثل هذه المناسبة الرومانسية ... هي ترجلت من سيارتها ... أقبلت باتجاهي حين كنت بانتظارها في باحة مواقف المركز ، وبالقرب من بوابة الدخول ، حاملاً باقة ورودٍ حمراء لأقدمها لها تعبيراً لما يعنيه هذا اليوم ... فقد حملت باقة الورود بيدي اليمنى ، وخبأتها وراء ظهري علّي أتجرأ وأقدمها لها ..لمأتجاسر على ذلك لخشيتي من ردة فعلها ، وما قد ينسجه الآخرون في مثل هذا الموقف العذري من افتراءات وأقاويل ... اقتربت مني ... سمعت وقع خطاها ... رفعت رأسي فلمحت محياها ... مرت بجواري ... لفحتني بروائح عطرها وبخورها الممزوجة بروائحها الأنثوية المميزة ... رمقتني بنظرة وبابتسامة معبرة ومتحدية للاقتراب منها ... ! تراجعت إلى الخلف بخطى خائبة ومتثاقلة متجها نحو سيارتي ... تهاوت من يدي عصبة الورد ، فتناثرت مستلقية ، فنامت بسكون على سطح الأرض بالقرب من باب السيارة ... سارت هي بخطى واثقة نحو باب المركز ... فتوارت ... ألقيت بجسدي الخائب والمتهالك على مقعد السيارة ... مرت ساعة وأنا بانتظار عودتها .. استرقت البصر إلى وريقات الورد فوجدتها قد آلت إلى الذبول ، فاستسمحت أغصانها الخضراء ولفائفها الحمراء عذراً ، واعترفت لها بخجلي المميت ، وعاهدتها بكسر طوق الخوف والوجل ...
هي أنهت جولتها في التسوق، وأقبلت من باب الخروج ... بالرغم من محاولاتي تخطي عتبة التردد لم تسعفني جراءتي للإقدام على ما عزمت عليه ، فما كان مني إلا أن عدت إلى سيارتي ثانية وألقيت بجسديالمنهك على المقعد ، فعدت إلى سيف جسارتي الوحيد في هذه الحياة ((القلم) .. فأمسكت باليراع* لأسطر ترانيم عشقي على وقع خطاها نحوي ... فعبرت بخجل يفتقد كل شجاعة التعبير شفاهة ، ويفتقد لجسارة تقديم أغصان وردٍ قبل ذبولها ... فباح القلم قائلاً : (( ... جميلة أنت ... فاتنة أنت ... لا أدري ما يحل بي حين تطلين بقوامك الممشوق ، وجسدكالبضالمفعمبحيوية ونضارة الشباب ... لا يكاد إحساسي أن يستجيب لنداءات وقع حذائك القادم ، ولا أكاد أن استنشق عبق روائحك الأنثوية الممزوجة بعبير روائح العطور النسوية المختارة حتى أصاب بدوار العشق ... ما أن تقتربي مني حتى يزداد ارتباكي ... استرق البصر باستحياء للاستمتاع بقسمات جمال وجهك الو ضاء ، والنظر إلى صفحة صدرك المغطىبتلافيف عباءتك السوداء ، التي تبدي من تحت ساترتها الشفافة فستانك الأحمر كحمرة باقة الورد الذابلة والملقاة هناك ... استرق السمع لأنصت إلى سيمفونية غنج صوتك المنساب من ثغرك الباسم ، فتزداد نبضات قلبي معلنة استسلامي لأغلال فتنتك الأخاذة ... لقد أفقدني صوابي تراقص جسدك المتناغم مع وقع خطاك القادم نحوي ... فإذا ما قمت احتراماً وتبجيلاً لوحي قربك جواري ، أترنح كمخمور أسكرته ثمالة كأس ... أكابر متمالكاً بعض عزمي كي لا يرتطم جسدي المتهالك خجلاً ووجلاً بعازل بيني وبينك ... لا يهم أن يكون ذلك العازل جسماً خشبياً أو خراسانيا أو معدنياً كباب السيارة ، ولكن يضيرني ويقيضني أن يكون جسداً بشرياً آخر ...
معشوقتي ... أأسف لحالي هذا ... أتمنى أن تنوبني يد خفية لتمتد إلي تلافيف ذلك الورد الذابل ، لتحمله إليك كعربون عشق في هذا اليوم ...))