تأنيث المحلات التجارية، والتوسع في توظيف المرأة شيء، والوظائف العليا القيادية للمرأة السعودية في الشركات شيء آخر، وفي قائمة سيدات الأعمال العربيات الأكثر تأثيرًا في الشركات العائلية، كان الاستحواذ الأكبر للسعوديات، إذ بلغت نسبة تمثيلهن وفق قائمة فوربس 36%، من خلال 12 سيدة، فيما حلت الإمارات في المركز الثاني ممثلة 5 سيدات، وبنسبة تمثيل بلغت 16%.
معاناة المرأة مع المناصب العليا في الشركات لا يخص السعوديات فقط، ولا المنطقة العربية وحدها، بل هي معاناة عالمية، فقد أظهرت دراسة نشرتها التايمز المالية، أن نسبة الإناث في منصب الرئيس التنفيذي حول العالم لم تتغير، ووفقًا لدراسة شملت 6700 تنفيذي في 45 بلدًا، ومن بين النساء رفيعات المستوى اللواتي تم تعيينهن في الفترة الأخيرة في منصب الرئيس التنفيذي، هيوليت باكارد، وياهو، وفيسبوك، وآي بي إم، لكن النسبة الإجمالية من المناصب العُليا في الشركات التي تتولاها النساء في جميع أنحاء العالم كانت 24%، وهي النسبة نفسها للأعوام 2013 و2009 و2007.
تبتعد النساء عادة عن الأمور المالية، لأنها تحتاج تركيز، وأرقام، وقوائم طويلة للتدقيق، وبحسب الدراسة فإن الموازين بدأت تنقلب لصالح المرأة، إذ وجدت أن 23% من الشركات في العالم تتولى فيها النساء منصب كبير الماليين، مقارنة بـ 22%، و12% عام 2012، وفي الصين تزيد هذه النسبة كثيرًا، وكان منصب مدير الموارد البشرية هو الأرجح أن يكون من نصيب المرأة، حيث وصلت النسبة فيه حتى 25%.
تشير الدراسة إلى أهمية تطبيق نظام الحِصص (الكوتا) من أجل الحصول على مزيد من النساء في مجالس الإدارة، وقد بدأ تطبيق نظام الحصص الإلزامية في النرويج عام 2003، واليوم مطبق في ماليزيا، والفلبين، وكينيا، وهونج كونج، والإمارات، وتعتزم ألمانيا إجبار الشركات المدرجة في البورصة على شغل 30% من مقاعد مجالس الإدارة بنساء اعتبارًا من 2016، ونحن بدأنا في مجلس الشورى بكوتا 20% وفي مجالس الغرف التجارية بكوتا 10%، ولا بد أن نُقيِّم التجربة قبل الانتخابات البلدية.