قد يبدو غريبا، إذا أخذنا بعيْن الاعتبار، الانفتاح الكبير والتطوّرَ الذي شهده المجتمع المغربي خلال السنوات الأخيرة، أن تكون هناك فئة من المغربيّات المتزوّجات، اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 15 و 49 سنة، ما يزلْن بحاجة إلى إذْن من طرف أزواجهنّ لزيارة الطبيب.
ففي سنة 2011، حسب نتائج المسْح الوطني حول السكان صحّة الأسرة، والتي قدمها وزير الصحة الحسين الوردي، أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، حول "الصحة الإنجابية: المكتسبات والآفاق"، فإنّ نسبة النساء اللواتي يحتجن إلى إذْنٍ مُسْبق من طرف أزواجهنّ لزيارة الطبيب تصل إلى 19.9 في المائة.
وكانت النسبة قبل سبْع سنوات من ذلك، أيْ في سنة 2004، تصل إلى 47 في المائة؛ وكشفت الأرقام أيضا عن طغيان الطابع المحافظ على المجتمع المغربي، إذ أنّ نسبة 26 في المائة من المغربيات المتزوجات، والمتراوحة أعمارهن ما بين 15 و 49 سنة، يخشيْن من عدم وجود امرأة تقدّم العلاجات، فيما عبّرت نسبة 37.1 في المائة عن خشيتهنّ من الذهاب عند الطبيب لوحدهنّ.
وتتوزّع باقي معيقات الوصول للعلاجات الصحية المصرّح بها من طرف النساء المتزوجات، حسب أرقام المسْح الوطني حول السكان وصحة الأسرة لسنة 2011، بينَ الجهْل بالوجهة التي يجب أن يقْصدنها، بنسبة 18.5 في المائة، وبُعْدِ مراكز العلاجات، بنسبة تصل إلى 39.8 في المائة؛ أما العائق الأكبر فيتمثل في غياب الإمكانيات المادّية، من أجل التطبيب، بنسبة 63 في المائة.
وتسعى وزارة الصحّة، من خلال البرنامج الوطني للصحة الإنجابية 2011-2020، إلى ضمان توفّر خدمات شاملة وسهلة الولوج، في مجال الصحّة الإنجابية، تهمّ كلّ مراحل الحياة، من أجل تحسين الصحّة الإنجابية للسكان، والتي تستهدف الرجال والنساء في سنّ الإنجاب، واليافعين والشباب، لوقايتهم من التعفنات المنقولة جنسيا، والناتجة عن السلوكيات الخاطئة.
كما تستهدف الإستراتيجية أيضا النساء ما بعد سنّ الإنجاب، للوقاية من الأمراض المتعلقة بالجهاز التناسلي، وتدبيرها، والأطفال ما بعد الولادة، للحفاظ على صحّتهم وبقائم على الحياة، وتسعى الوزارة إلى تخفيض معدّل الوفيات في صفوف البالغين منهم أقلّ من 5 سنوات، في أفق سنة 2015، إلى 25% لكل ألف طفل، فيما وصلت نسبة الوفيات في سنة 2011 إلى 30.5 في المائة.
إلى ذلك، وفيما يتعلق بالحالة الصحّية للنساء المغربيات المتزوجات، واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و 49 سنة، حسب نتائج المسح الوطني حول السكان وصحّة الأسرة لسنة 2011، لا تتعدّى نسبة النساء اللواتي يتمتعن بصحة جيدة نسبة 40.3 في المائة، فيما تبلغ النساء اللواتي يتمتعن بصحة متوسطة 46.9 في المائة، بينما تصل نسبة النساء اللواتي يوجدن في حالة صحية سيئة 12.6 في المائة.