حصدت الدكتورة علياء شطناوي جائزة “من أجل المرأة في العلم”، التي تمنحها لوريال واليونسكو، خلال الحفل السنوي السادس عشر لتوزيع الجوائز، الذي عقد الأسبوع الماضي في قاعة السوربون التاريخية.
وأقيم الحفل بحضور نخبة من الروّاد والعلماء المرموقين في مجال العلوم والاقتصاد والأوساط الأكاديمية والشؤون العامّة والثقافة، حيث قام كلّ من المديرة العامة لليونسكوإيرينا بوكوفا ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة لوريال ورئيس مؤسسة لوريال جان بول أغون والبروفيسور غونتربلوبل، رئيس لجنة التحكيم الحائزعلى جائزة نوبل للطب، بتقديم الجوائز لخمسةٍ من الباحثات المتميّزات.
وتحمل الدكتورة شطناوي شهادة الدكتوراه في الصيدلة من كليّة الطب في جورجيا، جامعة جورجيا ريجينتس في الولايات المتحدة. وهي أستاذة مساعدة في كليّة الطب في الجامعة الأردنية.
تلقّت شطناوي جائزة “الزمالة الدولية للمرأة في العلم” للعام 2014، بعد أن كانت قد مُنحت جائزة “الزمالة العربية الإقليمية للمرأة في العلم” للعام 2012 التي تمنحها لوريال بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
وتعمل شطناوي في سعيها الدؤوب للكشف عن الآليات الجزيئية الكامنة وراء مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري، على إيجاد سبل جديدة تتيح التشخيص المبكر لهذه العوارض.
وانطلق بحثها إثر ملاحظتها لارتفاع إنزيم الأرجيناز لدى مرضى السكري والشباب الذين يعانون من السمنة المفرطة المؤدية إلى مرض السكري، بوصفه علامة مُبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وتعتبر أنّ قياس مستويات هذا الإنزيم قد يُستخدم كمؤشّر لبداية وتضخّم مضاعفات أمراض السكري.
وتنوي شطناوي أن تختبر فرضيّتها هذه من خلال قياس مستوى الأرجيناز في عينات دم مرضى السكري من بيانات دراستين طبيتين ذات صلة.
وستعطي منحة لوريال واليونيسكو “من أجل المراة والعلم” للدكتورة شطناوي إمكانية متابعة أبحاثها في قسم الصيدلة وعلم السموم في جامعة جورجيا ريجينتس في الولايات المتحدة.
ولدى عودتها إلى الجامعة الأردنية ستعمل شطناوي على تدريب باحثين آخرين على هذه التقنيات الجديدة، والعمل على مشروع مواز باستخدام عينات من مرضى السكري الأردنيين.
وفي كلّ عام، تجدّد مؤسّسة لوريال واليونيسكو التزامها بتكريم السيدات المتميّزات في المجال العلم، تقديراً لمساهماتهن في تغيير العالم، والتزامها بتوفير المساندة للشابات الواعدات وتشجيع المزيد من المساهمات القيمة في المجال العلمي.
وحرص برنامج “من أجل المرأة في العلم” خلال السنوات الستة عشرة الماضية، على اكتشاف أكثر من 2000 امرأة في العالم ومكافأتهنّ والاحتفاء بهنّ، ويذكر أنّ اثنتين من بينهنّ مُنحتا جائزة نوبل للسلام في وقت لاحق.
وبات هذا البرنامج معياراً للتفوّق العلمي على النطاق الدولي ويسهم بشكل كبير في جعل تلك السيدات قُدوةً تُلهم العديد من علماء المستقبل من الشابات.
وقالت إيرينا بوكوفا خلال الحفل “إنّ المساواة بين الجنسين في المجال العلميّ هي ركيزة أساسية في تسريع عجلة التنمية وإطلاق طاقة هائلة تولّد الخير والمنفعة لنا جميعاً”.
فيما قال جان بول أغون “في العلم كما في المجالات الأخرى، وحدها الموهبة هي التي تحدث كلّ الفرق، فلا يجوز استبعاد مواهب نصف البشرية. لذا نعتبر أن مكافأة وتمييز المرأة التي اختارت هذا المسار هو من صلب واجبات الشركات مثل شركة لوريال”.
وجرى في الحفل أيضاً، توزيع جوائز الزمالة التي تقدّمها لوريال بالتعاون مع اليونيسكو على خمسة عشرة من العالمات الشابات الموهوبات لدعم بحوثهنّ في الخارج، حيث يحصدنَ خبرة فريدة ويبنينَ شبكات تواصل مهمّة.
وأظهرت الفائزات بجائزة الزمالة هذا العام إمكانيات متميّزة في مجالات علم دراسة الأعصاب والأمراض البشرية وعلم الوراثة وعلم البيئة، ومن بينهنّ من أسهمت في ابتكار حلول سبّاقة في مجال أعمالهنّ.