الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

طريق اللاعودة

  • 1/2
  • 2/2

أريد لحظة انفعال حقيقية في مكان دافئ امارس فيه كل طقوسي الجميلة لقد سئمت الأماكن الروتينية الصامتة الباردة.... يحزنني الحنين فهل استطيع الإنعتاق من قيد يجرني الى ذات المكان... فلا تذهب بعيدا وتقطع كل حبال التواصل والعودة ...ابحث عن لحظة حب لا تأتيني مع المطر...حين يرسم البرق تقاسيم وجهك الجميل اريد لحظة دهشة بلا عتاب حين تلب دعوة ولا تخالف موعدا حتى ولو كان مع الضباب... هل سأصل لحظة معرفة تح
مل معنى لحياتى ... لحظة تكشف الألوان في الصور المعلقة في ذاكرتي حيث تداعب حبات المطر حديقة الله في الفصول الأربعة دون البحث عن استمرار العيش بلا معنى ...ربما السماء ارهقتها الأسراب التي خالفت فصول الهجرة وحادت عن وتيرتها او ربما هجوم الجراد الذي حجب سحب الربيع البيضاء .... في المشهد البحري بزرقته او رماديته النوارس لا تترك فراغا ...والكتب على الكراسي الفارغة ترجو الرياح ان لا تقلب صفحاتها لكي لا تسقط رصاص القلم على اعتاب اللاجئين لأحضان الشاطئ .. فالحلم يتراقص على موجات البحر الحزينة المودعة لأمل غفى في عتمه أوراق لم تحمل الا السواد واطفأت بريقه.....لحظات تتوالى ولحظتي لم تأت بعد عجزت عرافة الشاطئ التي تضرب الرمل على ايقاف نواقيس حرب الفراق....وشوش لي الودع...الحب يبدأ من هنا....يبدأ حين لا تنتظره ....حين تبدأ موسيقى المطر.....حين تعود كل الطيور المهاجرة الى اوكارها ...ستمزق كهوف النسيان ...ستتأكدين انك لَنْ تنسى حتّى لَوْ فقدت الذاكرةْ وادعيت اللامبالاة.... لأنّك أحببتيه....لأنه نسج بقاءه على شبكات مشاعرك....على رمال الشاطئ رسمت وكتبت منتظرة موجة تمحو آثار خبايا نفسي فأبت القدوم...تسلسلت الكلمات على الرمال بمد قوي في حين جزر البحر الموج مضربا عن رحيق الهمس ساخرا من لحظة الأنس الخيالي .....ما عادَ يهمني ان يقرأ اي كان رسالة من رسائل حبك المنشورة في دهاليز صدري والمنثورة على حبات الرمال....ما عادت ترهبني نواقيس الخطر فالليل اصبح رفيق درب ولم اعد استحي من البوح عن خوالج نفسي.....لو كان باستطاعتي  .....لرسمت لوحات تعبيرية توصل ما عجز عنه اللسان والقلم...ولجعلت الحلم حقيقة.....دون وجل او خجل ....فلتت حبات العقد من يدي ....وتتالت اللحظات وعجزت ان اجعل من اليوم دقيقة ..فقد كبر الشرخ بيني وبينك ولم اجد لغة ايجابية للمحاورة فكل الكلمات اصبحت حبلى بالنقيض.....واستعرت الحرب الابدية دون جدوى من المجادلة ....حرب من يبدأ بالبوح
 والاعتراف....ما عادت تهمني الأشعار ولا الأغاني التي تتعبد بطقوس العشق....وتترنح على عزف لحن لا يوصل المعنى فقد تكسر سلم الألحان وتمزقت اوتار الرباب ...فلا جدوى من السير على رمال لا تطأها قدماك.....

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى