للمرة الأولى منذ أن أعلن مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية فى تركيا عام 1923، فازت ثلاث نساء دفعة واحدة فى الانتخابات البلدية، التى جرت أمس الأول، وذلك فى بلد يشهد، بحسب برنامج الأمم المتحدة الانمائى، «تراجعا كبيرا فى المشاركة السياسية للنساء، والمساواة بين الجنسين».
إذ حصدت فاطمة شاهين، المرشحة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، غالبية أصوات الناخبين فى مقاطعة ميرام بمحافظة قونيا، لتصبح أول عمدة على الإطلاق، وأول عمدة محجبة أيضا.
وفاطة (42 عاما) مهندسة متزوجة ولديها طفلان، وكانت المسئولة عن برنامج لتحديث العشوائيات فى بلدية ميرام، ثم نائبة فى البرلمان التركى، وبعدها وزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية. فاطمة غادرت الوزارة بعد عامين فى المنصب، فى أعقاب تعديل وزارى أجراه رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، فى ديسمبر الماضى، واستطاعت الفوز على منافسيها من الرجال، والحصول على دعم أغلبية ناخبى مقاطعة ميرام، بالغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة، وفقا لصحيفة «حريات» التركية.
والعمدة الثانية هى جولتان كيزاناك، التى فازت فى مقاطعة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، عن حزب السلام والديمقراطية الكردى، ثالث أكبر أحزاب تركيا تمثيلا فى البرلمان. وتستعصى تلك الدائرة على المرشحين الرجال.
أما العمدة الثالثة، فهى ديلك هاتى أوغلو، وهى أول سيدة تتولى رئاسة بلدية هكارى شرقى البلاد، وفاز عن حزب الشعب الجمهورى، أكبر أحزاب المعارضة، ووريث التجربة الأتاتوركية (نسبة إلى زعيم تركيا الراحل مصطفى كمال أتاتورك).
ويأتى فوز هؤلاء السيدات فى وقت «تشهد فيه تركيا تراجعا فى نسبة مشاركة النساء فى السياسة، خصوصا فى الانتخابات البلدية، وبالرغم من أن الدولة التركية استطاعت تحقيق انجازات فى مجالى السياسة والاقتصاد، الا انها لم تتطور فى قضية مشاركة المرأة بشكل كبير»، بحسب برنامج الأمم المتحدة الانمائى، الذى أفاد بأن ترتيب تركيا فى مسألة المساواة بين الجنسين هو الـ68 بين 187 دولة. وتبلغ نسبة تمثيل النساء فى البرلمان التركى 14%، (حوالى 79 من إجمالى 548 نائبا)، وتحتل المرتبة 92 لين 188 دولة فى مؤشر اتحاد البرلمانات الدولى.