الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة التي نعرفها... والأخرى التي يريدها الإعلام؟!

  • 1/2
  • 2/2

نعم.. تستحق النساء في بلادنا وسام تقدير على الأذى الذي تتحمّله، ولا أقصد بالأذى العنف الذي تتعرّض إليه بعض النسوة من هنا أو هناك، ولكن أقصد الأذى المعنوي المقصود الذي أصاب صورة المرأة في مختلف مجالات الحياة اللبنانية رغم كل إدّعاءات «التحضر» التي أدمناها حتى صدقناها... وخاصة في الإعلام.
فالمرأة - الأمّ التي تربي الأجيال فتخرّج لنا القادة والعلماء لا يرى فيه إعلامنا الموقر سوى سلعة يتاجر بجسدها لجذب المشاهدين ولفت أنظارهم..!!
والمرأة - الزوجة التي تعاني الأمرّين لتشارك زوجها في تحمّل المسؤولية الحياتية الصعبة التي تمر بها البلاد صوّرها الإعلام ببرامجه ومسلسلاته بصورة اللعوب الخائنة التي تبيع زوجها وأسرتها في سبيل حفنة من المال..!!
أما المرأة – الإبنة فهي مجرد حبيسة في سجن الأب الظالم والأم المادية والأخ المتسلط الذين بدورهم جميعا ينتظرون مشتريا غنيا ليبيعوا له سلعة اسمها «المرأة»...!!
ولذا نسأل.. ألم يشبع هذا الإعلام بعد من دوامة الكذب المتواصل الذي يصرّ على إظهاره للناس وكأنه حقيقة واقعة، حتى بات الإستثناء أصلا والأصل إستثناء؟
ألم يملّ من هذا الاستغلال السفيه الذي ما زال حتى اليوم يعامل به كل قضايا المرأة رغم قصائد التقدّم والحرية التي يتغنّى بها زورا وبهتانا؟
إن النساء في بلادنا أيها الإعلام – مسلمات ومسيحيات – لسنا كما تصوّر باحثات عن الثراء من خلال رجل يرتبطن به، بل هن نساء فاصلات.. كريمات.. عاملات.. متعلمات... يتمتعن بخبرات وعلوم حقّ علينا أن نفتخر بها وأن نيسر لهن الفرص التي تساهم في مشاركتهن لرفعة المجتمع.
نساؤنا أيها الإعلام.. لسن مادة تتاجر بها كلما انخفضت نسبة المشاهدة عندك فتعرض مفاتنهن كعوامل جذب لمرضى النفوس وضعاف العقول، ولسنا طعما ترميه «لأسماك المعلنين» ليعطوك بعضا من «لحومهم الدسمة»..؟!
المرأة في لبنان.. هي الأم التي فقدت ابنها العسكري في معارك ضد كارهي هذا البلد، وهي الأخت التي صبرت على موت أخيها في غزو صهيوني هنا أو هناك، وهي الزوجة التي حملت اسم زوجها بعد استشهاده فتحمّلت مسؤولية الأسرة كاملة وعملت وضحّت وتعبت في سبيل تربية أبناء صالحين مخلصين، وهي أيضا الإبنة التي عاشت طوال عمرها تعاين شقاء أبيها حتى إذا ما بلغت مبلغ النساء نزلت إلى سوق العمل الشريف وانخرطت فيه لتكون عونا لوالدها وسندا له..
إن المرأة في الإسلام إنسان كامل الحقوق لقوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} فهي مكرّمة ومصانة ومحترمة وعليها من الواجبات ما على الرجل... والسبب أنها والرجل شريكان في عمارة الأرض..
فيا أيها الإعلام... كن إعلاما لا تاجرا... وإذا أبيت فكن تاجرا شريفا.. حتى لا تكون سببا في مزيد من العنف والأذى والتشويه بحق المرأة اللبنانية.. فكفانا ما أصابها بسببك..؟!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى