رغم أنها بدأت مشوارها التمثيلي منذ سنوات قليلة، فإنها لفتت الانتباه إلى قدراتها كممثلة تطمح في تحقيق حلم النجومية، ولتصل إلى هدفها شاركت في أفلام مع مجموعة من النجوم الشباب من بينها: {إكس لارج}، {واحد صحيح} و{المصلحة}.
إنها الفنانة الشابة ياسمين رئيس التي تؤدي بطولة فيلم {فتاة المصنع} (يُعرض في الصالات راهناً). عن دورها فيه الذي نالت عنه جائزة أحسن ممثلة من مهرجان دبي 2013، ومدى واقعيته كان اللقاء التالي معها.
* كيف تقيمين تجربة {فتاة المصنع}؟
- سعيدة بهذا الفيلم وبأدائي بطولته، وفي الوقت نفسه لا يمكنني تقييم عمل يحمل توقيع المخرج محمد خان، لأنني في النهاية مجرد ممثلة فيه.
* وكيف تم ترشيحك للفيلم؟
- في الحقيقة، لم يتم ترشيحي بل ذهبت بنفسي إلى محمد خان عندما علمت أنه يجري اختبارات أداء لاختيار الممثلات اللواتي سيشاركن في عمله الجديد، وبعد خوضي هذا الاختبار، بحوالي سبعة أشهر، اتصل بي أحد القيمين على الفيلم وأخبرني أنه وقع الاختيار عليّ لأداء دور البطولة، وأرسلوا إلي السيناريو لقراءته.
* هل أجريت الاختبار بغرض أداء دور البطولة؟
- إطلاقاً، كانت معلوماتي أن خان يختار فتيات للمشاركة في فيلم جديد، ومن المفترض أن عددهن كبير، ولم تكن نوعية الموضوع أو القضية التي سيناقشها معروفة، فبدأت أضع توقعات له، وأنهن قد يؤدين أدوار صديقات أو شقيقات البطلة، أو عائلة وأكون إحدى بناتها، كذلك توقعت ألا تكون ثمة بطلة محددة للعمل، وأن تكون الحدوتة هي البطل، والمشاركون فيه في خدمتها.
* أخبرينا عن دورك فيه؟
- أجسد شخصية {هيام}، فتاة في الحادي والعشرين من عمرها، تضطرها ظروف حياتها المادية الصعبة إلى العمل في أحد مصانع الملابس، وما إن تخرج إلى الدنيا حتى تنجذب مشاعرها نحو مدير المصنع، وتبدأ قصة حب يحاربها المجتمع بعاداته وتقاليده.
* ما الذي جذبك إلى هذه الشخصية؟
- كونها واقعية وموجودة في مجتمعاتنا العربية بنسبة كبيرة، منذ قراءتي الأولى للسيناريو وجدت في كل صفحة ومشهد بشراً من لحم ودم أمامي، ليس {هيام} فحسب، إنما والدتها وخالتها، وهذه الأمور جعلتني، كممثلة، مشدودة إلى السيناريو، حتى أنني أنهيت قراءته في المرة الأولى في بضع ساعات؛ إذ لم أتمكن من تركه ولو للحظات، وانجذبت لمتابعة مصير هذه الفتاة، وهل هي بالفعل حامل أم مظلومة، وما حقيقة الشكوك المثارة حولها؟
* كيف تقيّمين العمل مع المخرج محمد خان؟
- مختلف عن المخرجين الذين تعاملت معهم، أول عبارة قالها لي بعد أربع ساعات من قراءتي الأولى للسيناريو، ومناقشتي له في المشاهد هي: {انتي جاية حافظة السيناريو؟ بقولك إيه لا متحفظيش}، والحقيقة أنني لم أحفظ عن قصد، ولكن من شدة تعلقي وإعجابي بالسيناريو حفظته، قبل عقد جلسات عمل، وبروفات تحضيرية له.
* وتوجيهاته خلال التصوير؟
- هو مخرج يهتم بأدق التفاصيل، لذا عندما أبتعد عن شخصية {هيام} قليلاً كان يلفت انتباهي إلى ضرورة العودة إليها، وأنها لا تفعل كذا بل تقوم بكذا، ولا تتحدث بهذه الطريقة وإنما بتلك، وهكذا.
* ما المراحل التي مرت بها شخصية {هيام}؟
- كثيرة، بدأت بفرحة ونشوة الحب، ثم اصطدمت بواقع صعب، يجد المشاهد أن {هيام} في المشاهد الأولى تبدو مشرقة حتى من دون ماكياج، وتشع طاقة، ورغبة في الحياة، وعندما تحزن يبدو عليها ذلك من خلال مظهرها الخارجي؛ فتظهر نحيفة، وجهها باهت، وشاحب.
* هل أثرت حالات الحزن والفرح عليكِ شخصياً؟
- بالطبع، فكنت حزينة فعلاً، ومرهقة نفسياً وجسدياً، بخلاف مشهد الفرح الذي ظهرت فيه متوهجة، وتحسن وجهي للأفضل؛ إذ كانت قد مرّت أربعة أشهر على مشاهد الحزن، كذلك انتظرنا حتى طال شعري قليلاً بسبب الفراغات التي ملأت فروة رأسي بعد قصه.
* وهل وجدت صعوبة في التنقل في ما بينها؟
- كان لـ {الرائع} خان الفضل في ذلك؛ إذ حاول مساعدتي كممثلة في تقديم المشاهد في أفضل حال، ما يجعله مخرجاً مختلفاً؛ فقد طلب من فريق العمل تحديد المشاهد التي فيها حالات فرح وبهجة في بداية قصة الحب لتصويرها، ثم مشاهد الدراما، لأكون في نفس الحالة المزاجية، ولا يختلط عليّ الأمر، وأكون مطالبة بأن أصبح حزينة بائسة في مشهد، وسعيدة في آخر.
* وكيف تم التصوير بين المواقع المختلفة؟
- حددنا مشاهد كل لوكيشن وانتهينا منها قبل الانتقال إلى لوكيشن آخر، فمثلاً صورنا مشاهد المصنع كلها في مدة معينة، وكذلك مشاهد منطقة الأباجية، وأيضاً الشوارع والمستشفى.
* وما سبب قيام جدة {هيام} بقص شعرها؟
- هذا العقاب معروف في المناطق الشعبية؛ إذ يقص أهل الفتاة شعرها، أو يزيلون حاجبيها كنوع من الأذى المعنوي والنفسي لها، حتى لا تكرر فعلتها. كان هذا شعري الحقيقي، ووافقت على قصه لإضفاء مصداقية على المشهد الذي أرهقني نفسياً.
* وإلى أي مدى هذا العقاب منتشر في المجتمع المصري؟
- هو منتشر في أي مجتمع غبي، ينظر إلى المرأة نظرة متدنية ليس في مجتمعنا فحسب؛ إذ يرفض الرجل في هذه المجتمعات أن تعشق الفتاة شاباً، وترتبط به عاطفياً، رغم أنه قد يكون مرتبطاً بفتاة أخرى، وربما يمارس علاقة جنسية معها، ويشجعه المجتمع بأكمله على أفعاله هذه بحجة لا لوم على الشاب لأنه رجل، فيما تلام الفتاة لأنها بنت ولا يجب أن تقوم بهذه الأفعال المشينة.
* حدثينا عن مشهد خروجك من أحد المطاعم مع هاني عادل بعد خلافكما وإحاطتكما بأصوات المتظاهرين المطالبين بحقوقهم، وترديدهم عبارة {صوت المرأة ثورة}.
- تعاملت فيه كـ}هيام} التي لا تهتم بالثورة وإزاحة نظام واستبداله بآخر، كل ما يعنيها هو حالها، وحبيبها الذي أفقدها أملها الذي دفعها إلى مقابلته ظناً منها أنه سيعود إليها، لكنه ضربها بسكين في قلبها، ووجه إليها إهانة شديدة بقوله {اوعي تكوني فاكرة إني ممكن أتجوزك}، وهنا بدأت مشاعرها تتحول مع كل جملة يقولها من حب وفرح إلى انكسار وغضب.
* وماذا عن مشهد النهاية؟
- أعتبره مشهد انتصار لـ{هيام} على كل شيء واجهته منذ بداية الأحداث، وفيه توجه رسالة لمهاجميها ولحبيبها، أيضاً، أنها مازالت موجودة، وستظل قوية، وهذا يحدث لكثير من الفتيات اللواتي تركهن حبيبهن وواجهن مواقف صعبة، ويردن إثبات للعالم أنهن قادرات على الاستمرار في الحياة.
* وما الغرض من خلعها طرحتها ورقصها بها؟
- كان ذلك متعمداً من {هيام} لتثبت لحبيبها أن شعرها الذي تم قصه بسببه لا تخجل منه، ولم يغيرها بل ما زالت بكامل أنوثتها، وأحلى فتاة وسط الموجودات في الفرح.
* إلى أي درجة عبر الفيلم عن القهر الذي تواجهه المرأة العربية؟
- إلى درجة كبيرة، ولدى أكثر من فئة عمرية، بداية من {عيدة} الأم التي تتابع عملها بشكل يومي مهما حدث، حتى عندما أغلق زوجها عليها وعلى بناتها الباب، أصرّت على الخروج، وصولاً إلى {هيام} التي لم تكمل تعليمها، وكذلك الطفلة التي كان يفترض التحاقها بالمدرسة، لم يحدث ذلك أيضاً، بل عملت في المصنع مع شقيقتها الكبرى. أرى أن الواقع أسوأ من المعروض في الفيلم، فالمرأة مطالبة بالإنفاق على نفسها، وبعد الزواج عليها وعلى زوجها وأبنائها، وكذلك شقيقها.
* ما طموحاتك الفنية؟
- أحلم بتقديم أعمال وألوان تمثيلية مختلفة لأن الفنان حدوده السماء.
الجديدة