الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

وهم أزمة منتصف العمر

  • 1/2
  • 2/2

كثيراً ما نسمع بقصص تروى عن رجال تجاوزوا الخمسين من العمر أو في نهاية الخمسين، قاموا بتغيير هيئتهم، من حيث الشكل والملبس، وقد صبغوا الشعر الأبيض بالسواد.
وهناك آخرون ذهبوا لعيادات التجميل، من أجل زراعة خصلات شعر، لتغطية الصلع، والبعض الآخر منهم وصلوا لمرحلة أبعد تتعلق بالزواج بفتاة لم تتجاوز الثلاثين من العمر، ونحوها من الممارسات التي تفسر في جميع المجتمعات بأنها أزمة منتصف العمر، أو مراهقة متأخرة.
وفي هذا المجال دراسات علمية كبيرة ومتعددة لدرجة باتت فيها قضية المراهقة المتأخرة حالة إنسانية معروفة، ولكن صدمت بحق وأنا أقرأ كتاباً بعنوان «أشهر 50 خرافة في علم النفس، هدم الأفكار الخاطئة الشائعة حول سلوك الإنسان» قام بتأليفه أربعة من أشهر علماء علم النفس في العالم وهم، سكوت أوه للينفيلد أستاذ في جامعة إيموري، وهو مؤلف نحو 200 كتاب متنوع، وحاصل على جائزة التميز في مجال علم النفس الإكلينيكي الأمريكية، وستيفن جاي لين، وقد قدم نحو 27 مؤلفاً، منها 16 كتاباً وهو أستاذ في جامعة نيويورك، وجون روشيو الأستاذ المشارك بكلية نيوجيرسي واهتماماته في مجال علم النفس بالأكاذيب العلمية، وباري إل بايرستالين وهو أستاذ لعلم النفس في جامعة سايمون فريزر ورئيس جمعية بريتش كولومبيا للباحثين عن الحقيقة.
خلال هذا الكتاب تعمد هؤلاء العلماء في هذا المنجز العلمي هدم كثير من الأفكار السائدة، وقالوا بأنها خاطئة وغير حقيقية، بل ذهبوا إلى وصفها بأنها خرافات.
من هذه الحقائق: أزمة منتصف العمر، في البداية وضح هؤلاء العلماء بأن مصطلح أزمة منتصف العمر لم يظهر إلا في 1965، على يد عالم اسمه إليوت جاك، وذلك خلال محاولته صياغة محاولات البعض من الفنانين، عندما يقومون بتجديد لمظهرهم، ثم جاء من بعده في 1976، عالم آخر اسمه جايل ونشر كتاباً عنوانه: السبل، عزز خلاله فكرة أزمة منتصف العمر في خيال الناس.
ببساطة، هؤلاء العلماء يفندون ويدحضون ويكذبون وجود حالة إنسانية اسمها أزمة منتصف العمر، وأنه ساعد على انتشارها صناعة السينما والإعلام، ومن دون سند علمي دقيق، يبقى بماذا نفسر بعض التصرفات، والتي تشبه التصرفات الصبيانية؟!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى