القاصة والشاعرة أمان السيد السورية الجنسية متعمقة باللغة العربية وأبجدياتها ،وتهوى الإبحار في أعماقها لتتصيد كلمات منمقة إستثنائية لتكتب من معانيها قصصا تحاكي إنسانية الإنسان ،وتترجم مشاعره التي تحولها إلى سمفونية خاصة ،بألحان عذبة وكلمات تعبر عما يختلج النفس من خواطر و أحاسيس ومشاعر معلقة على أوتار الزمن ،أمان قاصة وشاعرة من نوع إستثنائي ،أكدت بأن الإمارات بلاد جميلة رائعة تحتضن الإبداع والمثقفين ،وهي رمز للآمان والهناء لشعبها والمقيمين فيها ،كانت ردودها على طروحاتنا الصحفية بكل واقعية بعيدا عن التملق أو التقليد لغيرها ،هي إنسانة مرهفة الحس ،وتسيرها هذه الرهافة إلى التعمق بكل دقائق المعاني الإنسانية ، لتستخرج من علاقتها الخاصة باللغة العربية أجمل مصطلحاتها المعبرة فتعرضها في نتاجها الأدبي بكل تفاصيلها بكلمات راقية المضامين تعكس لمسات انسانية راقية ،هي سورية حتى النخاع أصيله في المنبت والجذور ،ساحلية فينيقة الهوى من مدينة اللاذقية جميلة المدن السورية.
قالت في حوارها لـ " وكالة أخبار المرأة " بأن هواها الشراع والإبحار في الجمال الذي تستقي منه سحر الكلمات في كتاباتها ، تستلهم من القراءة أفكارها منذ الطفولة فكانت المرعى للغوص في دررها، ومتاهاتها الرائعة،ومخزونها الذي بدأ يتناثر في شعر تنظمه ، وخواطر تخطها منذ سن الحادية عشرة.. أما القصة فقد تخمرت في سني عمرها فحولت إلى عنوانا وهوية لها .
القاصة والشاعرة أمان تحمل شهادة الليسانس في اللغة العربية وشهادة الدبلوم في التأهيل التربوي ،كانت تعمل مذيعة في اذاعة صوت الوطن العربي الكبير في طرابلس الغرب وهي الآن معلمة للغة العربية في الإمارات العربية المتحدة مقيمة في دبي ، ولديها. ابنة رائعة ،المزيد عما تحمله أمان السيد من فكر وشاعرية في الحوار التالي فلنتابع :-
* بداية ما هي أهم منجزاتكم الأدبية ،وما هي آخر مشاريعكم الثقافية ؟
- ثلاث مجموعات قصصية عنوان الأولى: قدري أن أولد أنثى ، والثانية : سيراميك، والثالثة : ذكورة المنافي.
أما آخر مشاريعي الثقافية فمجموعة شعرية نثرية منجزة أهديتها إلى أطفال سورية الأنقياء ضحايا الذين لا يعقلون، أنتظر إخباري بموعد استلامها من دار النشر ، وهناك أخرى ألملم نصوصها في محاولةلإخراجها للنشر عما قريب بإذنه تعالى.
* كيف تقرئين المشهد الثقافي في الإمارات وفق ما شهده من تطورات في الآونة الأخيرة؟
- حراك دائم على الساحة الثقافية ، حراك يكاد يواكب النهضة العمرانية والتجاريةوالسياحية، فالدولة المتحضرة تصر على الريادة في صنوف المجالات ، وهي مدركة أن الثقافة أساس التحضر وحافظته التي لا تبلى.
* أين المرأة العربية في مسيرة الثقافة والأدب في الوطن العربي؟؟
- تختلف باختلاف المكان والظرف..المرأة العربية فاعلة ليس فقط في المجال الثقافي بل وفي المجالات الإنسانيةالأخرى الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، لكن ذلك يتبع ظروف البلد الذي تعيش فيه أوالذي تنبثق منه..الثقافة امرأة ولود تفرز في كل يوم جيلا عربيا غريبا في إصراره على العطاءوالتفاعل..
هناك أديبات كبيرات في الوطن العربي في الجزائر وفي المغرب العربي وفي بلاد الشام ،ينافسن الرجال في مواكبة المشهد الثقافي..في الإمارات على وجه التحديد تثبت المرأة الإماراتية تواجدها الثقافي والريادي في الأدب شعرا ونثرا.
*المشهد السوري بين الحب للوطن ،والألم،وما يجري في داخله ،أين أمان السيد من ذلك؟؟
- أنا في قلب الحدث بالروح والمشاعر والألم والقلق كإنسان أولا وكسوري ثانيا..أعيش المخاض الثوري الممرغ بالدمار،وبالدم أعاني من الويلات التي يعيشها شعبي المسكين بأطفاله وبكباره رجالا ونساء وشبانا ..أنوح لتشردهم وللمآسي التي يتعرضون لها من تجويع وتشريد ونهب وتقتيل ، وكأديبة أنا في قلب الحدث بقلمي شعرا ونثرابما أكتب من مشاركات في الجرائد والمجلات الثقافية، وما أشارك فيه في التجمعات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة..
* تمايزت المرأة العربية بتوليها مناصب عدة وصلت فيه لصنع القرار ،هل ترى أمان أن المرأة العربية عامة ،والإماراتية خاصة تلعب دورا في صنع القرار وهل هي مساهمة في مسيرته الوطنية؟
- سياسيا في الوطن العربي المنكوب رغم مساهماتها الفاعلة جنبا إلى جنب مع الرجال في مساندة التغيير الحاصل ضد قوى الشر الغاشمة،ورغم تقديمها الكثير من التضحيات وأمثلة ذلك كثيرة في السوريات اللواتي يصررن على الحياة في الظروف المعيشية القاتلة حيث ينشئن جمعيات لمساعدة المشردين،والفارين من القتال،وأعمالا،ومدارس بسيطة في البلاد التي هربن إليها، في محاولة لحماية الأطفال السوريين من الجهل، ورغم أن امرأة مثل "توكل كرمان" اليمنية قد فازت بجائزة نوبل للسلام إلا أنها على ما يبدو تظل في الصف الثاني حين صنع القرار السياسي، فأين هي اليمنية الثائرة لقد خفت صوتهافي هذه الفترة النارية، أو كأنهايجر بها إلى ذلك النأي..المرأة الإماراتية بما أنها تعيش ظروف سلام وهناءة -أدامها الله على الدولة وشعبها الطيب- فإني أرى المرأة الإماراتية أوفر حظا في صنع القرار والأمثلة متعددة كالسيدة "لبنى القاسمي"التي عينت أول وزيرة اقتصاد وتخطيط، ثم أعيد تعيينهاكوزيرة لوزارة جديدة هي وزارة التجارة الخارجية ،وأن الأديبة" أسماء الزرعوني" نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ،وأن المحافل العالمية تشارك فيها سيدات إماراتيات مهمات..الدولة في الإمارات تحرص على الندية بين الرجل والمرأة وتوفر لها الكثير من مصادر التعلم،والانفتاح على الخارج حتى تتمكن من المشاركة الحميمة فيما يخص البلاد.
* هل ترى أمان السيد أن الأندية الثقافية واتحادات الكتاب والأدباء خشبة مسرح لعرض إبداعات الكتاب أم هي مجرد صروح معنية بأشخاص معينين دون التفاته بعرض منجزات الرعيل الأول أومنتجات الأجيال الجديدة وإبداعاتهم؟؟
- لم أفهم تماما، هل تقصدين التعميم أم التخصيص هنا؟ بصراحة نحن بين هذا وذاك ففي كثير من الأحيان يتم التجني والإقصاء مسبقا..لا يستغنى عن الأسماء الكبيرة وإن كنت أرى أن كثيرا منها لم تحافظ على موقعها المطلوب منها لأن الحياة داخلها الكثير من الهرج والمرج وللأسف فإن ذلك تسرب حتى إلى مجال الثقافة..سيدتي الكريمة المبدع الحقيقي مرتق فوق الشبهات ، لذا لا ضير إن ظل مهتما به في تلك الامكنة لأنه منارة للسائرين على هذا الدرب ،هو يستحق التقدير دوما لكن ذلك لا يجب أن يصل إلى إقصاءالجديد الذي لم يعد عاديا في وعيه في هذا الزمن..بالنسبة لدولة الإمارات فهي تحترم القديم وتمسك بيد الجديد من المبدعين في محاولة منها لنشر الثمين الثمين..
* أين أمان من شعورها بالأمان والاستقرار في غير وطنها الأم ؟وماذا تطلب من دعاة الثورات والربيع العربي ؟؟
- قد يكون العيش داخل الوطن غربة حقيقية..لا أؤمن بالحدود في أرض الخالق، وقد قال تعالى في كتابه الكريم" هو الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"..الأمان حيث تجد رزقك وهدوءك النفسي وقد وجدتهما في الإمارات الجميلة، لكن الوطن عبير تنشقه الفؤاد يظل رديف الصفاء ولحظات السكينة ولا يمكن للإنسان ان يتنصل من قيوده الحريرية..بصراحة لم تتضح لي لفظة " دعاة" التي ذكرت ، لكني أقول لك ..الماء الراكد لا يطفو عليه إلا السواد..كان لا بد من تغيير في امكنة لم تحترم الإنسان العادي يوما ، لكني أطلب باسم الإنسان الذي كل ما قام قد قام من أجله..فالرأفة الرأفة به.. المرء محاسب أمام الخالق يوما عن كل ما أجرم ونافق وادعى إن سار في غير ما عليه أن يكون.
* كيف ترى أمان المرأة العربية في الإعلام ؟وهل وجود وكالة مختصة بالمرأة يخدم المرأة ويدعم جهودها في إثبات الوجود ؟؟
- كما قلت المراة تنوعت في عطائها وهناك من يحترمن مهنة الإعلام وهدفها الشريف ، وهناك من يسئن إلى هذه المهنة الهامة..بالطبع فتواجد منبر إعلامي ووكالة خاصة بالمراة يساعدها وهو خير رافد لها..
* كلمة أخيرة ؟؟
- أشكرك على هذا الحوار الهام ، وأشكر من خلالك وكالة أخبار المراة، وأدعو لكم بالتوفيق في كل المقاصدالإنسانية السامية.
* شكرا لجهودك أستاذة أمان