بجولة سريعة على شبكة الإنترنت تذهلك كمية الأخبار التي تتحدث عن اكتشاف وعلاجات لأمراض مزمنة عدة ونسبة الإصابة بها في ارتفاع وتزايد، مثل الأورام على مختلف أنواعها والتي تعرف بالسرطانات، وكذلك أمراض السكر وما يتبعها من نتائج مرضية أخرى لا تقل خطورة وأثراً على حياة الإنسان. تذهلك كل تلك الأخبار والمزاعم عن اكتشافات لعلاجات جذرية تدعي أنها تجلب الصحة التامة لمن يتعاطاها، وكما يظهر أن مثل هذه الإعلانات ـ خصوصاً في عالمنا العربي ـ منفلتة وتتحرك بكل حرية ودون رقابة أو حسيب، بل من يروجها ويعلن عنها يشعر براحة حيث يضع أرقاماً هاتفية صحيحة ويتم الرد عليك، بل والبعض منهم لهم مقرات ومكاتب، والغريب بحق أن هؤلاء لا يستندون على أي مرجعية علمية، بمعنى لا توجد جامعات أو كليات طبية قدمت لهم شهادات أو أن مخترعاتهم مرت بتحليل علمي في مراكز بحوث معروفة أو أنهم حصلوا على براءات اختراع ونحوها.
الشيء الوحيد الذي سيساق لك أسماء غريبة في الشرق أو الغرب، وعند البحث عنها على شبكة الإنترنت لن تجد لها أي وجود. بالنسبة للبعض وهم قلة من الناس لديهم وعي ويسألون ويتقصون وتساعدهم معارفهم وثقافاتهم، وهذه النوعيات تبتعد وتتجنب مثل هذه الأدوية، لكن الخطورة البالغة هي في الأعداد الكبيرة من الناس الذين يندفعون دون هوادة أو تردد لشراء هذه العلاجات المزعومة والتي قد تؤذي صحتهم وتزيد معاناتهم وتصيبهم بأمراض أخرى لا تقل خطورة.
أنا أتحدث عن عالمنا العربي بأسره لأن الرقابة وصرامة القوانين في بلادنا الحبيبة ولله الحمد، تحد وتمنع مثل هذه الشعوذات، ولكن شبكة الإنترنت تجعل العالم وكأنه قرية صغيرة، ويمكن أن تتواصل مع أي ممن يدعي مثل تلك العلاجات ويرسل لك العلاج المزعوم ويتم التحويل المالي له، بمعنى أن خداع الناس تجاوز حدود أي بلد، وأفهم أيضاً أن وعي الناس لدينا كبير ولله الحمد، لكن في بقاع أخرى من عالمنا العربي الوضع مختلف، وهؤلاء الناس يحتاجون للحماية من هؤلاء اللصوص، الذين يتاجرون بأحلام بعض المرضى ويستغلون حاجتهم للشفاء. ليتنا نرى في عالمنا العربي منظمة عربية متخصصة في مطاردة هؤلاء الدجالين وكشفهم والتحذير منهم وتأخذ على عاتقها زيادة وعي الناس، بل تكون من مهامها العمل على إصدار نشرة شهرية علمية بآخر الأخبار المؤكدة عن اكتشاف علاجات وأدوية لبعض الأمراض، فتكون مرجعاً علمياً يوضح الحقيقة من الباطل.