كنت وما زلت لا أحبذ الحديث والكتابة بالسياسة ،لإن السياسة أولا خط أحمر من تجاوزه بجرأة ذهب وراء الشمس ،وثانيا لإن لها أهلها المتخصصين ممن يملكون وجهات نظرهم وآراءهم حولها ،وأكثر ما يستفزني لأتطرق لموضوع السياسة كل ما يثار في الوسط الفلسطيني وما ينبشه ساسة أولاد العم من نعرات نؤثر سلبا علينا سواء عاصرنا القضية أم لم نعاصره ،بالأمس تابعت فيلم "ميرال" على قناة روتانا الذي يجسد أبشع القصص عن معاناة الفلسطينيين مع هؤلاء ، وعرضت قبل أسبوع نفس فيلم أولاد العم ،وقبلها قصص من أميركا ،وتبث مسلسل رأفت الهجان ،أستهجن سياسة إدارة القناة الفضائية ،التي تعتبر الأكثر شهرة عبر الأقمار الصناعية الشهيرة ، وعبر الشبكة العنكبوتية وقناة اليوتيوب وغيرها من القنوات ،هل تمارس سياسة التطبيع مع أولاد العم ،و هل تدعونا لقبول الأمر الواقع والتعاطي معهم وأن لا نحزن من احتلالهم أرضنا وأسرهم مقدسنا ،أتساءل هل يستطيع الفلسطيني الحر والعربي المتحرر صاحب الفكر المعاصر أن يتعايش مع الحقد والخيانة والغدر والقتل العمد بسبق الإصرار والترصد ،هل نسي العرب تشرد الملايين من الفلسطينيين خلال سنوات متلاحقة منذ 48و67وعبر حروب تأثرت بها الدول المجاورة للمدللة الدويلة الصغير التي تسمى "فلسطين الأسيرة المحتلة"لتحول على الخارطة باسم دولة غريبة عن المنطقة ،و لا أحبذ ذكرها في مقال أو قصة ،وإن كان القوم المنتمون لها كما ورد في قصص القرآن الكريم عامر بقصص قتل للأنبياء والرسل ولممارستهم شتى أنواع الغدر والحقد المقنع بالخبث مع من وقعوا معهم اتفاقيات ومعاهدات ،هل يظنون أننا ننسى هذا ،من المستحيل أن تنسى الأجيال الفلسطينية القادمة قصة الأجداد وهم من ورثوا أغلى أرث على الأرض أنه مسرى الرسول وأرض الأنبياء التي يظن أولاد العم أنهم سيبقون واضعي اليد عليها وأنا أذكر نفسي وأولادي وأمهات العرب جميعا أن يرضعن أبناءهن معاناة قضيتنا وقصة اللجوء والنزوح والتشرد للملايين من الفلسطينيين بشتى بقاع الأرض بسبب قضية عادلة يريد العالم أن يجعلها في مؤخرة القضايا العربية بينما هي القضية المفصلية للعرب والمسلمين أجمعين ودمتم سالمين .