قال المتحدثون في فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر «المرأة والبرلمان الحاضر والمستقبل» الذي تنظمة كلية العلوم الاجتماعية إن المرأة الكويتية تبحث عن كرامة لا عن قوانين مالية، مشيرين إلى ان الحكومة لا تملك قناعة تامة بأهمية دور المرأة.
وأكدت المحامية د. سعاد الطراروة ان هناك قوانين في الكويت تحمل خطورة اجتماعية على المرأة ويجب تغييرها، لافتة الى ان المرأة في الكويت تبحث عن كرامة وليس قوانين مالية، بينما المشرع «يدق على الفلوس».
وبينت الطراروة في الجلسة الاولى لليوم الثاني من اعمال مؤتمر «المرأة والبرلمان.. الحاضر والمستقبل» التي حملت عنوان «دور النائبات في وضع السياسات لتطوير ودعم الحقوق المدنية للمرأة» ان الممارسة البرلمانية في الكويت قبل مشاركة المرأة في عام 2006 كانت غير ديموقراطية، فضلا عن ان الديموقراطية في الكويت غير حقيقية بسبب عدم وجود احزاب، مضيفة ان هناك عدة اسباب تنتج قلة في عدد المرشحات في الانتخابات، منها عدم تدريب كوادر نسائية للعمل البرلماني، لافتة الى ان المؤسسات التي يجب ان تدرب هذه الكوادر معدومة في الكويت، فمن ناحية الاحزاب غير موجودة، فضلا عن ان مؤسسات المجتمع المدني غير فاعلة.
بدورها، قالت عضو مجلس الشورى البحريني لولوة العوضي ان هناك دولاً لديها استراتيجيات واضحة للنهوض بالمرأة، منها البحرين، متسائلة: هل زيادة عدد النساء في البرلمانات غاية ام وسيلة؟ مضيفة ان في الدول العربية حتى قبل وصول المرأة الى البرلمان كانت تحصل على التعليم والصحة والعمل وغير ذلك من الحقوق، الا ان وصولها الى البرلمان يجب ان يكون مقرونا بحصولها على كل حقوقها الاجتماعية والسياسية.
من جهتها، قالت عضوة البرلمان التركي اشكن اسان ان المرأة تركية حصلت على كثير من حقوقها من خلال الانجازات التي حققها حزب العدالة والتنمية اثناء قيادتها للجمهورية خلال السنوات العشر الماضية، حيث قدم خدمات كبيرة كانت كفيلة بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة من خلال تغيير كثير من القوانين خاصة تلك المتعلقة بالاسرة وحقوق الحضانة وغيرها.
نظرة نمطية
وفي الجلسة الثانية تحت عنوان «دور الاعلام في مشاركة المرأة سياسياً» قالت عضو مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية شمايل الشارخ ان العالم العربي نشط في حرية التعبير أو نقد بعض الساسة، الا انه لن ينشط بقضايا المرأة أو النظرة النمطية لها، مشيرةً الى أن الإعلام ما زال يقدم المرأة على مواريث تقليدية.
وذكرت الشارخ أن الإعلام يرى ان المرأة سلعة تسويقية، مضيفة ان المرأة تنطلق من ثلاثة نماذج في الشرق الأوسط: أولها المرأة النكتة أو المرأة الدمية، أو المرأة الضحية!
أسئلة
وفي السياق نفسه، قالت عضوة مجلس الأمة الأسبق د. سلوى الجسار إن دور الإعلام في مشاركة المرأة سياسياً يجب أن يتم التحدث به وفق منظور علمي بحت، حيث إنني قمت شخصيا بإجراء دراسة بالتعاون مع الأمم المتحدة في هذا المجال.
وأضافت الجسار ان البند المختص بمساهمة الإعلام التجاري بدرجة بسيطة في دعم المرشحة كانت نسبته %62، بينما جاءت نسبة عدم مساعدة الإعلام الحكومي في المشاركة السياسية بنسبة %43.
وذكرت - أيضا - أن الإعلام التجاري لم يساهم في الارتقاء بمستوى الوعي في المجتمع في ما يتعلق بقبول المرأة كمرشحة بنسبة %37، كما ساهم الإعلام المقروء بدرجة خاصة، وذلك بنسبة %18، بينما جاءت نسبة الإعلام المرئي بشكل عام %6.25، كما أضافت وفقا للدراسة أن الإعلام قد بعث برسالة إحباط وحكم على فشل المرأة في الحياة السياسية، بنسبة %6.25.
واقعية
وبدرها، قالت د. حصة لوتاه من جامعة الإمارات العربية المتحدة إنني أحب أن أعطي أمثلة واقعية لقوة المرأة في بعض المجتمعات، ومنها المجتمع الباكستاني، حيث طُلب أن يمنع ظهور صورة المرأة الباكستانية بشكل «عنف»، ونجحت التجمعات النسائية في الوصول إلى الهدف المرجو منه.
غياب القناعة
وبدورها، قالت الكاتبة إقبال الأحمد إن عنوان الندوة يعتبر تقليدياً، وذلك لان عالمنا العربي الإعلامي يعتبر تقليديا روتينيا ولم يأت بنتيجة، مشيرة إلى ان السياسية هي التي تؤثر في الإعلام.
وبيّنت الأحمد أن السياسة والحكومة لا تزالان تسيطران على الإعلام، بسبب جزء من التخلف الديني والثقافي، مضيفة اننا في الكويت، ومع مرور سنوات كثيرة لنضال المرأة في حقها السياسي، نجد أن الحكومة خلال فترة بسيطة وافقت على حق المرأة ودعمتها في المجلس 2008، وساهمت في نجاحها في مجلس 2009.
وبيّنت الأحمد قائلة: هل وضع المرأة اليوم صحيح بان نجد مرأة واحدة في الحكومة ونائبة واحدة في مجلس الامة ولا توجد عضوة واحدة في المجلس البلدي، الذي تعينه الحكومية؟! فهذا أمر تتحمله الحكومة، لأنها تريد أن تؤيدها بشكل ظاهري، بينما داخليا لا توجد قناعة تامة بالمرأة!
3 مؤسسات
أوضحت اسان ان آليات الدفاع عن حقوق المرأة في تركيا تتشكل من 3 مؤسسات، هي: وزارة الاسرة، لجنة المساواة بين المرأة والرجل في البرلمان التركي، والمديرية العامة لدعم المرأة، لافتة الى ان هناك كثيراً من المنظمات المدنية ذات الثقل في تركيا تدعم حقوق المرأة، فضلا عن ان المرأة تشكل %14 من نواب البرلمان التركي، الامر الذي دفع باتجاه تحقيق هذه الانجازات للمرأة.
جدارة
قالت الناشطة في مجال حقوق المرأة في الولايات المتحدة الاميركية سوزان سكانلان إنه من الخطأ عدم تمكين المرأة، بحجج انها لا تستطيع التوفيق بين اهتمامها بالاسرة والعمل السياسي!
إعلام رجالي
أوضحت شمايل الشارخ اننا نرى أن الإعلام دائما يتوجه نحو المجتمع الذكوري، وخير دليل حين يخطئ الرجل في جهة معينة، وهو حامل لمنصب معين ترى أن الإعلام لا يركز عليه، لكن حين تقع المرأة في الخطأ نفسه أو أقل نرى أن الإعلام يتوجه بقوة في التوسع في الخبر بشكل غير طبيعي!