سافرت " سيا بارمار " لبضعة أيام إلى إيرلندا لتلبية دعوة لحضور عيد ميلاد صديقة لها وهي في شهرها الخامس وانتهى بها الأمر أن تلد طفلها هناك وتبقى من دون زوجها وعائلتها لمدّة ثلاثة أشهر.
ولد "فيير" قبل 15 أسبوعاً من أوانه، فظنّ الجميع أنه لن يبقى على قيد الحياة وهو يزن أقل من كيوغرام واحد. تقول سيا إنّ الأربعة أشهر التي مضت كانت كارثيّة وصعبة جدّاً عليها وهي وحيدة في تلك البلاد وتعذّر سفر زوجها إليها وترك عمله ،بانتظار ما قد يحدث لطفلها الذي تطلّب وضعه البقاء في العناية المركّزة تحت رعاية وإشراف الأطباء على مدار الساعة طيلة هذه الفترة.
تروي " سيا " أنّ ما مرّت به كان صعباً للغاية إذ شعرت في بادئ الأمر أنّها ستجهض طفلها عندما بدأت بنزف الدم وهي لا تزال في الأسبوع الـ 25 من حملها غير أنها تشيد بعمل الفريق الطبيّ في مستشفى "Rotunda" الذي راقب الطفل بدقّة وأمّن له الرعاية اللازمة طيلة فترة الأربعة أشهر حتى أصبح وزنه ما يقارب الـ 3 كغ وهو الوزن الصحي والمثالي لعمره ليتمكّن من الخروج من المستشفى بعدما كان أصغر من حجم كيس السكر.
تقول " سيا " إنها عانت الكثير من الصعوبات جرّاء عدم قدرتها على الحمل بعد 12 عاماً من الزواج وبدأت تفقد الأمل بأن تصبح أمّاً يوماً ما، حتى حملت بـ " فيير " الذي تعتبره النعمة والمعجزة التي حلّت في حياتها. وهي الآن ككلّ أفراد عائلتها تشعر بسعادة مطلقة لوجود طفلها بين أحضانها وبقائه على قيد الحياة.
تجدر الإشارة الى أنّ الجنين في الأسبوع الـ 25 من الحمل يقوم بحركات كأنّه يتنفّس لكن لا يوجد هواء في رئتيه بعد ومن الصعب جدّاً أن يبقى على قيد الحياة.