لطالما نسمع أن الشمس نجم سماويّ يؤمن الحرارة والضوء للكواكب التي تدور حوله عبر عملية الاحتراق، لذا فوجوده على تلك المسافة من كوكب الأرض أحد عوامل الحياة المهمة عليه. لكنّ غازاته موجودة بكميات، ما يعني أنّها معرّضة للنفاد، فقد نصل إلى وقت يتوقّف فيه نجم الشمس عن الاحتراق وتنتهي الحياة على الكوكب.
ثمّ أخذ ثقب الأوزون بالتوسّع، وظهر الاحتباس الحراري الذي يمكن أن يذيب ثلج القطبين ويُغرق العالم بأجمعه. وبين اختفاء الحرارة وارتفاعها عن حدّها، وغيرها من مهددات الحياة، توصّل علماء الفضاء إلى نظريات ثلاث محتملة، حول انتهاء الكون:
1- الانسحاق الكبير The Big Crunch
عندما نرمي بكرة صغيرة إلى السماء، تبدأ جاذبية الأرض بالتأثير عليها فوراً، فتخفف من سرعتها حتى تتوقف كلياً في أعلى نقطة لها ثم تبدأ بالسقوط، لكن ما لا يبدو لنا هو أن الكرة تحمل طاقة جاذبة أيضاً وتؤثر على الأرض، وبالتالي فإن الجاذبية تعمل على تقريب المواد من بعضها بعضاً.
تعمل هذه النظرية بهذا المبدأ، حيث تتوقع أن المادة الموجودة في الكون ستكون كافية لكي تؤثر كلّها على بعضها البعض، في ظل تباطؤ توسع الكون، فتقترب مواد الكون كلها وتتحطّم مع بعضها.
2- التجمّد الكبير The Big Chill
في حالة إطلاق مركبة فضائية، تبتعد عن الأرض متخطيةً جاذبيّتها دون أن تهرب منها، حيث أن سرعة المركبة ستأخذ بالتباطؤ خارج الغلاف الجوي لكن دون أن تتوقف. وبالمبدأ المشابه، تتبنى النظرية الثانية عدم قدرة مواد الكون على تقريب بعضها على بعض، وتباطؤ سرعة توسع الكون بسبب تأثير الجاذبية، لذا فستأخذ المواد بالتباعد، وتنقسم المجرات وتنفصل المجموعة الشمسية، وبالتالي يصل الكون إلى حالة راكدة وجامدة في ظل البعد.
3- الانشقاق الكبير The Big Rip
بعدما اكتشف العلماء أنّ الجاذبية تقرّب المواد من بعضها ولا تبعدها، وأن هناك قوّة غامضة تعمل على إبعاد المواد أسموها الطاقة المظلمة (dark energy)، ظهر لهم احتمال ثالث في مصير الكون. وقد تبيّن لهم أن الكون يتوسع بسرعو نفوق السرعات الماضية، أي أنها لم تتباطأ يوماً، فتوصلوا إلى نظرية تقول إن سرعة تكون مواد جديدة وتباعدها عن بعضها في الوقت نفسه سيؤديان إلى انشطار كلّ المواد وتوقف الكون كما نعرفه عن الوجود.
وبما أن العلماء توصلوا إلى أن سرعة الكون تتزايد ولا تتباطأ، فإن النظرية الثالثة هي الأكثر عرضة للحصول، لكنّهم يحتملون عدم حصول أي فرضية من الثلاث.
وفي محاولة لمعرفة كم تبقى لنا من الوقت قبل أن يلاقي الكون حتفه، درس الباحثون سرعات توسع المجرات ونجوم السوبرنوفا، بالإضافة إلى بعض المعطيات حول الطاقة المظلمة، وقد أكدوا لنا في دراسة نشرت حديثاً أن الانشقاق الكبير، إن كان سيحصل، فأمامه 2.8 بليون سنة كي يمزّق كوننا، وليس 22 بليونا كما كان معتقداً في السابق.
"سنكون بخير"، يقول المؤلف المساعد للدراسة دييغو ساييز غوميز لموقع "نيو ساينتيست" ويتابع: "لكن نظرية الانشقاق الكبير تنافس انتهاء الشمس بعد 5 بلايين سنة، واصطدام مجرة درب التبانة التي نعيش عليها بجارتها أندروميدا بعد 4 بلايين سنة".