لم يكن شريف يتوقّع أن يضع حدّاَ لآلام الكلى بخيط حرير تدخله في فمه العجوز هنية لتخرج معه الحصاة التي كانت سبباً في تحويل حياته لجحيم من الأوجاع التي كان يعاني منها.
هنية التونسية المعروفة بلقب "الوقاعة" أي العرافة والتي تقطن في منزل ريفي متواضع في منطقة سيدي أولاد قاسم التابعة لولاية باجة التونسية التي تبعد 150 كيلومتراً عن العاصمة، ورثت هذه "الكرامة" كما تسميها من والدتها التي بدورها ورثتها عن أهلها.
تقول هنية لـ"هافينغتون بوست عربي"إنني لا أشترط مبلغاً مادياً محدداً مقابل مداواة أي شخص وأفعل هذا لوجه الله، ولكل مريضٍ حرية إعطائي المبلغ الذي يريد".
* إخراج الحصاة
تعتمد هنية في إخراجها للحصاة من بطن الإنسان على الخيوط، حيث تبدأ بتجميع خيط أحمر حريري على شكل كتلة متشابكة، وربطها بخيط أبيض رفيع.
وبعد ذلك تطلب من المريض بلع الخيط بينما هي ممسكة بطرف الخيط الأبيض خارج الفم، ويساعد المريض على بلع الخيط شرب قليل من الماء، ليبقى الخيط دقائق قبل أن تسحبه هنية مجدداً مخرجةً معه حصوة.
وعلى حدّ قول شريف الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملا أنه بعد قيامه بهذه العملية لم يعد يشعر بآلام.
* إخراج الرمل والأتربة من العين والأذن
لم يكن زوّار المنزل الريفي المتواضع فقط ممن يعانون من آلام الكلى، بل هناك من قطع مسافات طويلة أيضاً لإخراج الرمل أو التراب من العين أو الأذن.
والعلاج الذي تعتمده هنية هو نفسه حيث تستخدم كرةً من الخيط الحريري تضعها داخل العين وتطلب من الشخص أن يغلق عينه بقوة ثم تخرج كرة الخيط مليئة بحبات رمل أو تراب، كذلك الأمر بالنسبة للأذن.
* التفسير الطبي
في الوقت الذي اعتبر البعض أن ما تقوم به التونسية هنية لا يتعدى كونه خفة حركية، أشار عددٌ من زوارها أن ما حصل صحيح وشعروا بـ"سخونة في المعدة أثناء دخول الخيط الذي امتاز بما لديه من قوة جذب كالمغناطيس".
الدكتور تمام درويش وهو اختصاص أمراض باطنية قال إنه من الاستحالة طبياً وفيزيولوجياً أن يصل الخيط إلى الكلية إذ لا يوجد أي ترابط أو قناة تصل ما بين البلعوم أو المعدة وبين الكلية، بالتالي فإن الخيط من المستحيل أن يصل إلى الكليةـ فمن أين تخرج الحصوة؟
وأضاف الدكتور إن "احتمال أن يخرج مع الخيط الحصى العالقة هو غير ممكن طبياً".