صوّروا مريضا كان بصدد إجراء عملية جراحية، وهو عاري الجسد ومخدرّا، وقاموا بالإستهزاء به والسخرية من حالته، هذا ما وثّقه مقطع فيديو فاضح، قام أطباء بإلتقاطه من داخل غرفة العمليات، ثم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ليشاهده مئات الآلاف.
هذه الواقعة التي حدثت بأحد مستشفيات المغرب، أثارت موجة سخط كبيرة لدى الرأي العام، تجاه تصرف الطاقم الطبي ائتمنهم مريض على نفسه لإنقاذه من إصابته، وعدم احترامهم لضوابط وأخلاق المهنة، وذلك بعد أن انتشار مقطع الفيديو بشكل واسع على المواقع الاجتماعية نهاية الأسبوع الحالي، لتدخل وزارة الصحة على الخط وتفتح تحقيقا من أجل معرفة المكان الذي تم به تصوير الفيديو وهوية الطاقم الطبّي.
وأظهر المقطع المصوّر، المريض وهو مستلقيا على السرير وفاقدا للوعي، بعد أن وقع تخديره وتجريده من ملابسه، وأحد الأطباء يقوم بإجراء العملية، مرفوقا بأطباء آخرين وممرضين، قام أحدهم بتصوير المشهد، في حين انفجر الآخرون بالضحك وقاموا بالسخرية من حالة المريض.
واعتبر النشطاء أن تسريب تفاصيل العملية في مقطع فيديو "مهين وخادش للحياء"، ويمثل ضربا صارخا لمهنة الطب، وسط مطالبات بضرورة متابعة الأطباء المتهمين، حيث قال الناشط إبراهيم زاويت، إن تصوير مريض عار ونشر المقطع على الإنترنت يعبّر عن "غياب الضمير المهني لدى من يعملون في المجال الصحي بالبلاد ويمثل خيانة للأمانة والسر المهني والقسم الذي يؤديه الأطباء للحفاظ على أسرار الناس وكرامتهم"، داعيا إلى ضرورة تدخل السلطات لـ"معاقبة مرتكبي هذه الأعمال".
وأكد المدون محمد علي الرحماني أن ما قام به الأطباء "يتعارض مع أخلاق مهنة الطب التي تتطلب الحفاظ على سرية المعلومات والحفاظ على كرامة الإنسان المريض"، مضيفا أنه "يجب تطبيق القانون في هذه الحالة، حتى يكونوا عبرة لغيرهم ولا تترر مثل هذه الجرائم في حق المرضى".
وفي ظلّ حالة الاستنكار الواسعة التي عمّت البلاد، كشفت وسائل الإعلام المحلية أنّ وزارة الصحة فتحت تحقيقا للكشف عن المعطيات الكاملة الخاصة بهذا الفيديو الفاضح.
(العربية)