كشف تقرير نشره موقع "آف.بي.ري" الروسي عن القواعد الرئيسية للزفاف الملكي في المملكة المتّحدة، ولاسيما أنّ القصر الملكي في بريطانيا يتميَّز بصرامته وضرورة اتباع جميع أفراده لمختلف فنون "الإتيكيت".
ويشير التقرير، بحسب "عربي 21"، إلى أنّ طلب يد الفتاة للزواج يندرج ضمن العادات التي تلتزم بها العديد من الشعوب، لكنَّ الأمر يختلف في العائلة الملكية، إذ يحتاج العروسان إلى طلب موافقة الملكة قبل إعلان الخطوبة.
وعن التجربة البريطانية، يلفت التقرير إلى أنّ الأمير هاري نجح في التعامل مع هذه المسألة، ويظهر ذلك من خلال إعلانه وبشكل رسمي عن خطوبته خلال شهر تشرين الثاني من سنة 2017، وأوضح أنّ العائلة الملكية شديدة الحرص على سير تحضيرات حفل الزفاف على أكمل وجه. ولا تسمح بإطالة فترة الخطوبة، التي يجب ألا تتعدَّى بضعة أشهر. فعلى سبيل المثال، سيعقد زواج الأمير هاري، من ميغان ميركل، خلال شهر أيار من سنة 2018، وبذلك تكون الفترة الفاصلة بين الخطوبة وموعد الزفاف 6 أشهر فقط.
كما أنّ حفل توديع العزوبية أو حفل توديع العروس يعدُّ من ضمن العادات الشائعة في العديد من بلدان العالم، ولا تعد حكراً على العائلة الملكية. وقد ظهرت هذه العادة لأول مرّة في مدينة أسبرطة، حيث نظَّم مجموعة من الجنود وليمة على شرف العريس.
تجدر الإشارة إلى أنّ حفلة توديع العزوبية، الخاصة بالأمير وليام قد نظّمت قبل شهر من موعد زفافه في أحد المزارع، علماً بأنّ شقيقه هو من أشرف على إعدادها. أما حفلة دوقة كامبريدج، فعقدت في جبال الألب، حيث ذهبت للتزلج مع أصدقائها، وساهمت شقيقتها بيبا في تنظيم هذا الحفل.
وبيَّن الموقع أنّ الأخ الأصغر لملك إنكلترا المستقبلي، وصاحب الترتيب الخامس في ولاية العرش، الأمير هاري، يمكنه ترتيب حفل زفاف متواضع، خلافاً للأمير وليام، والأمير أندرو، والأميرة آنا، والأميرة مارغريت، والملكة إليزابيث، الذين كانوا ملزمين بإقامة حفل الزفاف في دير سانت بيتر في وستمنستر.
في المقابل، من المقرَّر أن يقيم الأمير هاري وميغان، حفل زفافهما في كنيسة "سانت جورج"، الواقعة داخل قلعة وندسور. ولم يختر الأمير هاري هذا المكان بالصدفة، وإنَّما يعود خياره لعدَّة أسباب لعلَّ أهمَّها أنّ تعميده وزواج والده من كاميلا باركر باولز، كان في هذه الكنيسة.
وأورد الموقع أنَّه وفقاً للتقاليد التاريخية المتوارثة، ينبغي أن تكون وصيفات العروس الملكية دون سنِّ الثانية عشرة. فخلال حفل زفاف الأمير ويليام، كانت ليدي لويز ويندسور، وابن عم الأمير ويليام الأصغر، وبعض الأطفال الأرستقراطيين من بين وصيفات العروس ميدلتون.
وبحسب ما تنصُّ عليه التقاليد الملكية، لم تتمكَّن كايت ميدلتون، من أن تكون شاهدة على زواج شقيقتها بيبا.
وفي الوقت الراهن، من المفترض أن تتخذ ميغان كلاً من الأميرة شارلوت، والأمير جورج وصيفا شرف لها في الحفل.
وأشار الموقع إلى أن الحضور إلى حفل زفاف ملكي يستوجب الاستعداد الكامل. وتعد حفلات الزفاف داخل المملكة من المناسبات الأكثر رسمية مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، لذلك يحتاج الضيوف إلى ارتداء أفضل الملابس وأكثرها أناقة. وفي هذه المناسبات، يرتدي المدعوون من الرجال زياً عسكرياً أو سترة رسمية، بينما ينبغي على السيدات ارتداء قبعة في حال لم يكن الحفل في المساء.
والجدير بالذكر أنَّه قبل حفل زفاف الأمير وليام وكايت، أرسل قصر باكينغهام دليلاً يضمّ 22 صفحة إلى بعض المجالس من أجل مساعدة المدعوين على اختيار الزي الذي يناسبهم، وضمان ظهور الجميع في مظهر لائق لا يخلِّ بتقاليد العائلة الملكية.
وذكر الموقع أنّ العائلة الملكية تسيّر الحفل بطريقة مختلفة نوعاً ما، حيث يجلس أفراد الأسرة المالكة على يمين العروسين. وفي حال لم يكن العروس من العائلة المالكة، يجلس أفراد الأسرة المالكة على يسار العروسين. ففي حفل زفاف دوقة كامبريدج، جلس أفراد العائلة المالكة على الجانب الأيسر للعروس.
وأورد الموقع أنّ الملكة فيكتوريا عند زواجها من الأمير ألبرت سنة 1840، كانت تحمل في يدها باقة من الآس. وقد احتفظت الملكة بغصن الباقة لتغرسه فيما بعد في إحدى المزارع، وقد أصبحت هذه الخطوة من أهم قواعد الزفاف في العائلة الملكية. وأصبح من واجب كلِّ عروس تنحدر من أصول ملكية التوجه إلى الدير مع باقة من الآس بنفس اللون.
وعقب حفل الزفاف، ساهمت الملكة فيكتوريا في إضافة تقليد آخر إلى قائمة عادات العائلة الملكية، الذي يتمثل في وضع الباقة في دير سانت بيتر في وستمنستر، على قبر الجنود، لتكريم أولئك الذين لقوا حتفهم أثناء الخدمة العسكرية.
وأفاد بأنّ الأميرة ديانا خلال زفافها سنة 1982، امتطت عربة زجاجية اشترتها المملكة سنة 1911، أما دوقة كامبريدج فقد توجهت إلى دير سانت بيتر في وستمنستر على متن سيارة الرولز رويس الملكية، ذات النوافذ الكبيرة. وبعد الانتهاء من مراسم الزفاف، امتطى ويليام وكيت العربة التي صنعت سنة 1902، والتي نقلت بدورها والديه تشارلز وديانا.
وفي الختام، ذكر الموقع أنَّ تلقِّي دعوة لحضور حفل زفاف ملكي يعتبر بمثابة شرف عظيم، لذلك يجب على الضيوف التعامل مع مسألة اختيار الهدية بجدية مطلقة، ومعرفة نوعية الهدايا التي تتناسب مع الملوك، على غرار تقديم بعض التبرعات الخيرية.
(عربي 21)