الحب مشاعر فياضة، سلوك سوي منضبط، أفعال صادقة على أرض الواقع، هو المفهوم الأوسع لحسن الخلق والتعامل مع النفس والآخرين في جميع جوانب الحياة، فهناك حب الله، حب الوطن والولاء، حب الوالدين والبر المتبادل بينهما، حب النفس بلا غرور ولا تكبر ولا انحراف، حب الأزواج لبعضهم البعض، العطاء ، التسامح والعفو والصفح، حب الكرم والجود، حب الوفاء والإخلاص، حب الجمال والطبيعة.
ولكن إحذروا من الوقوع في صور أخرى لجانب مظلم ونقطة سوداء في عالم الحب، أو ما يُسمى بـ "الحب السلبي".
والحب السلبي هو حينما تستبد العاطفة بالناس تراهم يبتعدون عن مواطن الصواب في المحبة، ويجنحون إلى الحب السلبي، الذي يضر أكثر مما ينفع مع أنه في الحقيقة لن يدوم، وكم من حياة جميلة دمرت بهذا الخطأ، وتظهر نتائجه عكس ما يأمل المحبون، ومن أمثلة وصور الحب السلبي:
الحب الأعمى: التماس العذر للمحبوب في جميع الأحوال، كأنه معصوم أبد الدهر لا يخطئ على الإطلاق، فتجد المحب مدافعاً دفاعاً أعمى عن الشخص الذي يحبه، سواء بحق، أو بباطل؛ لأنه وقع في الهوة التي تجعله لا يميز بين الصواب والخطأ أحياناً من فرط المحبة أو ما يسمى بـ "الحب الأعمى".
التنازل بلا حدود: الوقوع في فخ التنازل عن أساسيات وطموحات ومعتقدات فكرية راسخة لأجل الحبيب، فالتنازل عن تلك الأمور من قبل أي طرف سيجعله يتنازل فيما بعد عن شخصيته بالتدريج، وهنا لابد أن تنهض في يوم داخله مشاكل دفينة، خاصة إذا وجد أن الشريك أو الطرف الآخر لم يقدر تلك التضحيات والتنازلات.
عدم التكافؤ: إن إيجاد الشريك المتطابق بالكامل أمر مستحيل، ولكن التكافؤ في الأساسيات لا يقارن بالتفاصيل الصغيرة والثانوية كالطباع البسيطة أو صفات لا تؤثر بعمق شخصية الشريك بعيداً عن كثرة اللوم والعتاب، وكثرة التأنيب والتحقير، كل ذلك لا يحقق قرباً بينهما، بل تزيد الفجوة، وتشعرهما بالاستعلاء والوصاية.
فرط دلال الحب: إن الدلال المبالغ فيه باسم الحب سيأتي بثمار عكسية، وكما يقول المثل: "زوجك على ما تعوديه وابنك على ما تربيه"، فالحب أخذ وعطاء، وليس عطاء بالكامل أو أخذاً مستمراً، وإلا تحول الأمر إلى أنانية وتملك من طرف للطرف الآخر، وهذا ما يحدث أيضاً عند انعدام تربية الصغار باسم المحبة، فترى الكثير من الآباء والأمهات قد أهملوا تربية أبنائهم، ودللوهم غاية التدليل المفضي إلى الفراغ النفسي، فيفقدون منظومة القيم والأخلاق؛ بسبب هذا الدلال الناتج عن الحب المفرط.
(صبايا ستايل)