حدثت في مدينة الأقصر جنوب العاصمة المصرية القاهرة هذه الواقعة قبل 3 شهور، وانتهت تفاصيلها الدراماتيكية أمس الثلاثاء.
هذه القصة المثيرة إنسانيا وقانونيا بل واجتماعيا حيث كادت تنتهي بحرب بين عائلتين في صعيد مصر، بدأت عندما عثر الطفل آدم بدوي فهمي البالغ من العمر 5 سنوات على كلبه مسموما ونافقا في فناء منزله بقرية الروافعة التابعة لمحافظة الأقصر، وعلى الفور أبلغ والده الذي استدعى شقيقه لبحث الأمر ومعرفة كيف وقعت الجريمة، وكيف يموت الكلب الذي ارتبط به طفله الصغير.
اجتمعت الأسرة وعاينت الفناء فوجدت أشجارا بحديقة المنزل تم تقطيعها بشكل كثيف، كما عثروا على كيس أسود به سم، ولحسن الحظ أن المنزل به كاميرا مراقبة، وبتفريغها تبين ارتكاب الجريمة بواسطة شخصين ملثمين يستقلان دراجة بخارية.
من خلال معرفة رقم الدراجة البخارية أمكن تحديد هوية الشخصين وهما من عائلة أخرى بالقرية، وعلى الفور تم تحرير محضر لهما حمل رقم 3072 لسنة 2017، وبضغوط وتدخلات من كبار العائلات كاد يتم الصلح وتنتهي القصة عند هذا الحد.
الطفل آدم صاحب الكلب كان وراء تغيير مسار القضية من الصلح إلى وصولها لساحات القضاء، حيث رفض وبشدة اقتناء أي كلب جديد يشتريه له جده رجل الأعمال بالمنطقة، ولم يتوقف بكاؤه على كلبه المسموم حتى ساءت حالته النفسية والصحية، الأمر الذي دفع جده وأعمامه لمواصلة السير في الدعوى القضائية وتطوع 11 محاميا للدفاع عن الكلب ضد المتهمين بتسميمه.
المحامون الـ 11 أثبتوا أنفسهم للدفاع عن الكلب أمام النيابة، لكن وكيل النيابة ووفقا للقانون قام بإدراج اسمي اثنين فقط منهما، حيث طلبا توجيه الاتهام بالشروع في قتل ودخول عقار بدون إذن للمتهمين، وبدأت القضية تسير في اتجاه إحالتها لمحاكمة عاجلة.
كبار العائلات بالأقصر تدخلوا من جديد للصلح بين العائلتين، كما تدخل شيوخ الطرق الصوفية ونجحت الجهود أخيرا في إنهاء وإتمام الصلح بساحة الطريقة الرضوانية بالأقصر، لكنها لم تنجح في إنهاء حزن الطفل الصغير على كلبه الذي ارتبط به لمدة 3 سنوات كاملة ولا زال حتى اللحظة يرفض اقتناء غيره، ويطالب أسرته وببراءة صباح كل يوم أن يعيدوه له.
(العربية)