عندما أدرك المراسل التلفزيوني لي توماس (50 عاماً) أنه مصاب بمرض البهاق، قرر ألا يمنعه ذلك من التوقف عن متابعة حلمه في الظهور على الشاشة.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ باستخدام مكياجا ثقيلا لإخفاء البقع على بشرته ليظهر بشكل عادي أمام الجمهور.
إلا أن المرض تزايد مؤخراً لدرجة أن يديه أصبحتا بيضاوين بالكامل، ما جعل استمراره بإخفاء المرض صعباً، بحسب صحيفة "ذي إندبندنت".
وبحسب توماس، فإنه قد لاحظ المرض لأول مرة عندما كان عمره 25 سنة، حيث شاهد تغيراً في بشرته في الجزء الخلفي من رأسه عندما حلق شعره.
حينها، قالت له أمه إنه قد يكون مجرد إجهاد، لكن عندما أصبحت البقع البيضاء أكثر انتشاراً على أنفه ومحيط شفاهه، ذهب توماس إلى الطبيب، الذي أكد أنه مرض البهاق.
وكان توماس يعمل مراسلاً للمنوعات لـWABC في مدينة نيويورك، وخشي أن تغير هذه الإصابة حياته. إذ يتسبب مرض البهاق في تغير لون الجلد، حيث تموت خلايا الميلانين أو تتوقف عن العمل، ما يفقد الجلد لونه، ولا يوجد علاج له حتى الآن.
يتذكر توماس أول زيارة له للطبيب: "واصل هو الحديث، لكنني لم أسمع أي شيء، لأني كنت أفكر في مهنتي، كنت أفكر فعلاً في ماذا يمكنني أن أفعل بشهادتي في الاتصالات".
وبدلاً من الاستسلام، لجأ توماس إلى المكياج، حيث أخذ يغطي جلده بحيث لم يلاحظ حتى زملاؤه أي شيء، واستمر في تحقيق التقدم في مهنته برغم إصابته.
والآن، لم يعد توماس قادراً على إخفاء الأمر، حيث فقدت يداه لونهما، ويعمل حالياً كمراسل لـ WJBK Fox 2 في ديتريوت.
وما يزال يستخدم المكياج، لأنه لا يريد تشتيت تركيز المشاهدين عن القصص التي يغطيها.
وأصبح توماس نموذجاً لمواجهة هذا المرض دولياً، حيث يأمل أن تخلق بيئة للتطبيع مع البهاق، بحيث يمكنه التخلي عن استخدام المكياج نهائياً.
(العربي الجديد)