يقول الدكتور هشام بحري أستاذ الطب النفسي في حوار خاص لـ “فوشيا” أن بداية الطريق تتلخص في دراسة سلوك الأطفال في المنزل والمدرسة والنادي وغيرها من الأماكن التي يتردد عليها الطفل والدراسة تبدأ بالملاحظة والاستماع القائم على احترام رأيهم واختلافهم عن سلوكنا التقليدي أو اختلافهم عن زملائهم، وبعد التعرف على اهتمامات الطفل سواءً في صورة علم أو ثقافة أو رياضة أو فن وعلينا أن نساعد الطفل في الحصول على الوقت الكافي للاستمتاع بهوايته وإذا كان لدينا رغبة في التدخل في تعديل رؤيته فعلينا أن نساعده في التعرف على خبرات من سبقوه في هذا المجال حتى يشعر بأنه قادر على الملاحظة وتعديل رؤيته.
ينصح الدكتور هشام بحري بالتدعيم المستمر لكل خطوات الطفل لأنه مثل الكبار سوف يواجه الفشل والمصاعب ومن المهم أن نساعده على تخطي هذه الأزمات ثم تدعيم خطواته الإيجابية بأن نحثه على النجاح وان نكافئه على خطواته ونساعده في الاستمرار ومن المهم جداً أن نقرأ عن كيفية التعامل مع مراحل العمر المختلفة حتي نفهم كيف نتعامل مع هذا الطفل خاصة أن الموهوبين يتميزون بالاختلاف بشكل كبير وبالتالي تزيد حاجتهم إلى التدريب والتوجيه.
من زاوية أخرى ترى الدكتورة وفاء فتحي أستاذ علم النفس بجامعة الازهر أن أطفالنا يولدون بعقلية تتسم بأنها صفحة بيضاء نستطيع نقش ما نشاء وكتابة ما نريد في تلك الصفحة وتنصح الدكتورة وفاء الأهالي باتباع التنشئة المجتمعية للأطفال بدلاً من الاعتماد بشكل تربوي أحادي الجانب عن طريق الأب والأم فقط وتقول بأن نشأة الطفل بداخل الأسر الممتدة والكبيرة يزيد من فرص خلق طفل موهوب فتعدد مصادر المعلومات من خلال الجد والجدة والأعمام والعمات والخالات وتؤكد على أن تلك النشأة تزيد من قدرة الطفل على اكتشاف مواهبه وقدراته.
تؤكد الدكتورة وفاء في حوارها لـ “فوشيا” على ضرورة اتباع البرامج الإرشادية التربوية الخاصة بالطفل وقراءة الكتب المبسطة في مجال التربية كما توجه الأمهات بالتعامل المباشر مع الأطفال وعدم تركهم للقنوات والبرامج التلفزيونية لأن ذلك يزيد من نسبة ذكاء الطفل كما تنصح الأهالي بصناعة ألعاب أطفالهم بدلا من شرائها، إشراك الأطفال في صناعة الدمى والألعاب الخاصة بهم له عظيم الأثر في نفسية وعقلية الطفل كما أن توجيه الطفل بحل بعض المشكلات الصغيرة يساهم في تنمية قدراته وإبداعه كإخفاء الكرة بمكان ما وتوجيه الطفل بالبحث عنها، كما تقول الدكتورة وفاء أن المدارس الخاصة بالأطفال الموهوبين لا تغني عن الدور الفعال للأسرة، فالآباء والأمهات هم الأذن التي تسمعهم والعقل الذي يوجههم والقلب الذي يرعاهم.