أكثر ما يهمّ الأم في حياتها هو صحة أطفالها، وهذا ما يجعلها دائمة البحث عن كلّ ما يتعلّق بغذائه ونموه بشكل صحي ومستقر، فهي تسعى إلى أن يكون طفلها مثالاً يُحتذى بين أقرانه.
ومن الأمور التي تشغل بال الأم فيما يتعلّق بنموّ طفلها هي طوله النّهائي بعد بلوغه سن الشباب، حيث يتملّكها فضولٌ وقلق حول إمكانيّة أن يكون أقل من الطول المقبول أو المعتاد.
هناك ثلاث طرق لقياس عمر العظم وطوله النهائي منتشرة الاستخدام، كلها تحتاج المقارنة مع صور مرجعية لعظام الرسغ والزند والكعبرة ومشط اليد ومشط القدم والسلاميات، أهمها طريقة تانر – وايتهاوس (Tanner-Whitehouse) ويرمز لها (TW3) الحديثة التي تعتمد على طريقتين مختلفتين الأولى تعتمد على سبعة من عظام المشط أما الطريقة الأخرى فتضم عظام الكعبرة والزند ومشط اليد والسلاميات للأصابع الأول والثالث والخامس من اليد.
لكن هذه الطرق تبقى نسبية وتقريبية، فهناك عدة عوامل أخرى تتحكم في الطول مثل وفرة هرمونات النمو ونظام التغذية الذي يتبعه الأطفال وغيرها.
وهناك بعض البرامج والتطبيقات التي يمكنها أن تساعدك على معرفة الطول التقريبي لطول طفلك النهائي، وتعتمد على منحني تطور نمو طول طفلك عبر سنواته الأولى، إلا أن مثل هذه التطبيقات يبقى قاصراً في بعض الأحيان لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المتحكمة في طول الإنسان.
الأهم من كل تلك الطرق أنه عند ملاحظتك لبطء نمو طفلك عن أقرانه، عليكِ الاستعانة بطبيبه المختص الذي سيعمل على حساب عمره العظمي، وهو ما يتطلب إجراء تصوير بالأشعة لمعصمه، ويمكن الاعتماد على العمر العظمي لاستنتاج الطول النهائي المحتمل للطفل، إلا أن نسبة الخطأ في هذه الطريقة كبيرة جداً.
إن طريقة حساب العمر العظمي تمكّن من كشف مشاكل النمو التي من المحتمل أن يعاني منها الطفل، إلا أنه في معظم الحالات يستطيع الجسم أن يتدارك بطء نمو الأعضاء الملحوظة في البداية، وذلك خلال مراحل النمو الأخيرة.
وكما العادة ففي مرحلةٍ معيّنة يكثر القيل والقال بشأن نمو الأطفال، وتكثر الفتاوى من محيطك الأسري كلما لوحظ تأخر في نمو طفلك، وهو ما قد يجعلك قلقة حيال مستقبله، لذلك ننصحك أن لا تشغلي بالك بمثل هده الأقوال، فهناك العديد من الأشخاص الذين ولدوا بقامات وأحجام صغيرة وصاروا بأطوال لاعبي كرة السلة فيما بعد.