خلال فترة الخطوبة يتعرّف كل من الشريكين إلى الآخر، وقد تمتد تلك الفترة لسنوات طويلة وعلى أساسها يتخذان قرار الزواج النهائي، لكن بعد الزواج كثيراً ما يشعر كل منهما بأنّ شخصية الطرف الآخر قد تغيّرت وتبدّلت، ما يضع علامات استفهام حول تغيّر شخصية وسلوك المرأة والرجل بعد الزواج والأسباب التي تعود إلى ذلك وحلولها. وهنا لا بدّ من تسليط الضوء على النقاط التالية:
- اختلاف الشخصيات
هناك عدة أنواع من النساء، فهناك مثلاً الزوجة التي تحاول إرضاء الزوج وتبديل شخصيتها نحو الأفضل ومحاولة تطبيع نفسها بأطباع يرغب فيها الزوج حتى إنها قد تلغي رأيها وأفكارها وتكبت نفسها من أجل الرضوخ للرجل لأن ذلك برأيها سينجح الزواج ويكلله بالاستمرارية طيلة العمر وبالطبع هذا التبديل في شخصيتها يؤذي استقلاليتها، وهنا يكون تنازل الزوجة قد زاد عن حدّه المنطقي بطريقة خاطئة.
وهناك نوع آخر من النساء اللواتي يحافظن على شخصيتهن ولا يبذلن مجهوداً للتماشي مع مبدأ الزواج.
والنوع الثالث هو المرأة التي تتصنّع بشخصية وطباع معينة خلال فترة الخطوبة بعيداً عن العفوية والشفافية والوضوح، ما سيظهر شخصيتها على حقيقتها بعد الزواج.
وهذه الأنواع الثلاثة تؤثر على الزواج سلباً، لذلك يجب أن تحافظ الفتاة على طبيعتها خلال الخطوبة كي لا تتغير بعد الزواج ما يصدم الشريك فتخلق مشاكل جمّة. وهذا نفسه ينطبق على الرجال.
- كثرة المسؤوليات
هناك دوافع أخرى لتغيّر شخصية المرأة أو الرجل بعد الزواج، بسبب المسؤوليات وضغوط الحياة التي تقع على عاتقها خاصة بعد الإنجاب أو إن كانت امرأة عاملة فتكون متعدّدة المهام الحياتية بين المنزل والعمل، فتصبح مثلاً عصبية وسريعة الغضب ولا تحتمل سماع أي كلمة وتكون ردود فعلها متهوّرة أو مثلاً تصبح أكثر واقعية بعد الزواج بعدما كانت رومانسية قبله فتتغير ميولها وأولوياتها وتصبح أكثر واقعية ومهتمّة بالأولاد.
- الحلّ في التوفيق
رغم أن تغيّر شخصية الشريكين بعد الزواج هو أمر ممكن واحتمال وارد يبقى التوافق هو الحلّ المناسب بمعنى أنه مهما تبدلت شخصية الشريك فلا بدّ من أن يبقى التوافق وتحقيق التوازن أمراً في غاية الضرورة لتفادي أي خلاف زوجي، فيجب على الزوجة أن توفق بين حياتها الزوجية وحياتها المهنية من جهة وأن تقوم بتوازن بين آرائها ومبادئها مع أفكار زوجها المختلفة عنها لكي لا يسبّب هذا التبدّل في الشخصية أي مشاكل.