يبقى بكاء الأطفال الرضع لفترات طويلة مسألة مرهقة ومقلقة بالنسبة لكثير من الأمهات وخاصة إذا كانت الأسباب غير معروفة، فلا شك أن ذلك يحدث اضطراباً في الحياة العائلية ويتطلب زيارة الطبيب مرات عدة.
غير أن بعض الأبحاث العلمية أوضحت وجود أسباب حقيقية لبكاء الطفل المتواصل.
هناك أسباب صحية أو جسدية مثل الاضطرابات في الأمعاء، فقد أظهرت الدراسات العلمية مسؤولية هرمون الموتيلين الذي يؤدي دوراً في حركة الجهاز الهضمي.
وتبيّن أن الأطفال الذين يولدون مع مستوى مرتفع من الموتيلين يعانون أكثر من المغص، وبالتالي يبكون لفترات طويلة.
الغريب في الأمر أن هذا الهرمون ينتج بكميات كبيرة حين يتعرض الجنين للتأثيرات السلبية للتدخين وهو لا يزال في رحم أمه، أو عندما يتأثر بمضار التدخين عند الولاد، مما يجعله يعاني من المغص وبالتالي البكاء المفرط الذي يستمر لساعات.
انظري أيضاً في الأسباب العاطفية فالأطفال الرضع يشعرون بالسعادة عند احتكاكهم المباشر بك، ويمكن تهدأتهم أحيانا ببساطة إذا حملتيه، كما يمكن أن تؤثر الأجواء الصاخبة والمزدحمة فيهم مما يثير بكاءهم أو حتى إذا شعروا بالملل والهدوء.
بالنسبة للطفل الرضيع البكاء هو الوسيلة الوحيدة التي يملكها للتعبير والتواصل مع من حوله سواء كانت الأسباب جسدية أو عاطفية، فمن الصعب فهم هذه اللغة وتفكيك رموزها، لذا يبقى على الأهل البحث في كافة الأسباب وزيارة الطبيب بشكل دوري.