اعتبر الدكتور نبيل خوري الاختصاصي في علم النفس العيادي والتوجيه العائلي و الجنسي أنّه غالباً ما تكون الأنانية عند الطفل ناتجة عن الحسد والغيرة، حيث يتمسك الطفل بحقوقه المكتسبة والعطاءات التي تُقدم له من قبل الأهل من دون أن يتقبّل فكرة التشارك مع غيره أو تكون الأمور المادية من نصيب أحد سواه، مشيراً إلى أنّه يسعى دوماً الى الاستحواذ على محبة الأهل كاملة أو التأكد أنّ النسبة الأكبر من العاطفة يمتلكها وحده.
ولفت الدكتور نبيل خوري إلى أنّه في حال تفرّد الطفل بالأنانية من دون أن يكون هناك أسباب واضحة المعالم، فإن هذا يؤكد معاناته من نقص في العاطفة أو ضعفٍ في عملية التواصل مع أهله، ما يدفعه الى التعويض عن هذا الضعف أو النقص من خلال الإكثار من الطلبات والحصول على كل ما يصبو إليه من عاطفة واهتمام لذلك لا يفكر أبداً في احتياجات غيره فيسعى للمحافظة على كل المكتسبات بقوة من دون أن يكون أي مراعاة للآخرين.
وأضاف أنّ مواجهة الأنانية غالباً ما تكون من خلال إعطاء الطفل ما يريده من الأمور المسببة فمثلاً يجب على الأهل القيام بمنح حيّزٍ كبيرٍ من العاطفة شرط ألا يصل ذلك إلى حدّ الإفراط في الدلع، وأن تكون ضمن حدود المقبول من دون المغالاة وتحديداً على مستوى شراءِ الهدايا والألعاب، وتذكيره – من خلال الحوار- أنّ هناك أموراً لا يمكن القيام بها وعليه أن يتفهم ذلك.
كما استطرد بالحديث مؤكداً على أنّه لا بدّ في هذه الحالة من اعتماد العقاب ما يعطي الطفل الأسباب التي تجعله أكثر تقوقعاً وبالتالي إيصال شعور “الحرمان” للطفل للقضاء على أنانيته، والأهم في هذه الحالة اللجوء إلى الحوار الذي يعتبر مفتاحاً للتواصل الدائم مع الولد وإعطاؤه ما يحتاج إليه ضمن حدود المعقول من دون المغالاة.
وختم الدكتور نبيل خوري حديثه قائلاً إنَّ هذه الظاهرة تعتبر مرضاً بحدّ ذاته، وقد تحتوي على بعض المدلولات التي يحتاج الناضج من العائلة إلى وضعها في إطار صحيح لمساعدة الطفل على التخلص من أنانيته.