أكّدت دراسة نُشرت مؤخراً في مجلة “جاما” لطب الأطفال، على أهمية تحدث الأم إلى مولودها فور ولادته، حيث أن هذا التفاعل بينهما في وقت مبكر يساعد على تغذية نمو دماغ الرضيع وبالتالي سيكون قادراً على التحدث والقراءة والكتابة في سن مبكر جداً ويزوّده بالرعاية الاجتماعية والعاطفية التي يحتاجها.
فكما ينبغي إطعام الطفل والاعتناء بنموه الجسدي، فمن الخطأ تجاهل تغذية نموه العقلي من خلال التحدث إليه باستمرار، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد.
وفي هذا الصدد، تضيف الدراسة بأن الأطفال في سن الثالثة الذين ينشأون في أسر ذات دخل منخفض يسمعون ما متوسطه 30 مليون كلمة أقل بكثير مقارنة بالأطفال الذين يحصّل ذويهم أجوراً عالية.
في جميع أنحاء العالم 13 مليون طفل يخلدون إلى الفراش من دون سماع حكاية قبل النوم، وفقاً لخبراء أطلقوا برنامجاً لمحو الأمية وتوفير الكتب في كل زيارة لطبيب الأطفال.
وإدراكاً لهذا، قام أطباء الأطفال بنشر دليل للآباء والأمهات لإطلاعهم على أفضل الطرق لمعاملة الطفل اعتماداً على عمره:
* بين 0 و6 أشهر، لا يمكن للطفل التحاور أو التجاوب مع الخطاب العادي للكبار، لذلك ينبغي التواصل معه من خلال تعابير صوتية وجسدية عاطفية ملحوظة – خاصة الوجه – مما سيشكل أساساً لتعلمه اللغة ويعطيه مرونة أكثر لتطوره الفكري في المستقبل.
* بين 6 و 18 شهراً، يكون لدى الطفل قابلية أكثر لتعلم الأشياء والصور التي تحيط به إذا تم تشجيعه على التركيز عليها، فتجده على سبيل المثال يضع إصبعه على أنفه ستة أشهر قبل نطق كلمة “أنف”.
* بين 18 و36 شهراً، تتطور لدى الطفل المهارات اللفظية والمعرفية، وعندها يمكن للوالدين بدء محادثات محفزة أكثر مع صغارهم عن طريق طرح أسئلة مثل، “ماذا وأين”. لذا، يُنصح بتنويع المصطلحات المستخدمة.
* بعد 36 شهراً، يكون الأطفال قادرين على استيعاب مفهوم الماضي والمستقبل، ويمكن للآباء البدء في بناء مهارات “القصة” لدى الطفل. فعلى سبيل المثال، يمكن أن نطلب منه أن يصف ما يحدث في لعبة ما من خلال عرض تسجيل مسبق، بغرض تعليمه كيفية سرد القصص وتخيلها واستخدام كلمات أكثر فأكثر تعقيداً.
في عصرنا هذا، لا تترددي في طرح الأسئلة مثل “لماذا” و “كيف” والإجابة على أسئلة الطفل مهما كانت، مع تفسيرات واضحة.