أشارت دراسة صغيرة إلى أنّ الأطفال الصغار الذين يقضون وقتاً طويلاً في بيئة صاخبة ربما يجدون صعوبة في تعلم الكلام.
وقالت بريانا مكميلان، التي شاركت بإعداد الدراسة، إنه بسبب الضجيج خاصة الأصوات التي تصدر من أجهزة التلفزيون أو الراديو قد يجد الصغار صعوبة في تعلم كلمات جديدة.
وتابعت “إما إغلاق التلفزيون أو الراديو أو خفض الصوت قد يساعد في تطور اللغة”.
“علاوة على محاولة التعرف على مدى الضوضاء في منازلهم أشجع الآباء على الاستفادة من أي وقت هادئ لديهم فاللحظات الهادئة قد تكون فرصة عظيمة للحديث مع الأطفال وتشجيعهم على الاكتشاف والتعلم”.
ولفهم كيف يمكن أن تؤثر الضوضاء على تطور اللغة عند الأطفال، أجرت مكميلان وزملاؤها 3 تجارب على 106 أطفال تتراوح أعمارهم بين 22 و30 شهراً.
وفي التجارب الثلاثة استمع الصغار إلى جمل تضم كلمتين جديدتين. ثم عرضت عليهم الأشياء التي تصفها الكلمات. وبعدها أجرى الباحثون اختباراً للأطفال لمعرفة إن كانوا يتذكرون الكلمات الجديدة.
وفي التجربة الأولى استمع 40 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 22 و24 شهراً إلى الكلمات الجديدة وسط ضوضاء عالية أو منخفضة. وذكرت الدراسة أنّ الأطفال الذين تعرّضوا لأقل قدر من الضوضاء هم من تمكنوا من تعلم الكلمات الجديدة.
وكرر الباحثون التجربة مع مجموعة أخرى من 40 طفلاً أكبر قليلاً، إذ تراوحت أعمارهم بين 28 و30 شهراً. ومرّة أخرى نجح الأطفال في استيعاب الكلمات الجديدة عندما قلّ الضجيج.
وفي التجربة الثالثة، استمع الأطفال إلى كلمتين جديدتين في أجواء هادئة. ثم تعلموا معناهما فضلاً عن كلمتين إضافيتين استمعوا إليهما وسط ضوضاء من نفس المستوى الذي تعرّضت له المجموعتان الأولى والثانية.
ولم يتعلم الأطفال في هذه المجموعة إلا الكلمات التي استمعوا إليها في أجواء هادئة. وهو ما يعني أنّ الاستماع إلى الكلمات في جو هادئ دون تشتت بسبب الضجيج قد يساعد الأطفال على التعلم.
وقال الباحثون إنّ أحد عيوب الدراسة إنهم عرضوا الأطفال لنوع واحد من الضجيج مما يعني أنّ النتائج قد تختلف في بيئات أخرى.
لكن مع ذلك، قالت ريناتا فيليبي، الباحثة في جامعة “ساو باولو” في البرازيل، إنّ النتائج تتفق مع أبحاث أخرى عن تطور اللغة التي توصلت إلى أن الضوضاء يمكن أن تحول دون تطور اللغة.