ها قد عادت المدارس مرةً أخرى! بينما يعود الأطفال متثاقلين إلى المدرسة بعد ستة أسابيع من العطلة الصيفية على الأقل، فإن مقدار الصدمة هو نفسه بالنسبة للآباء أو الفرحة لدى بعضهم بذهاب الضوضاء اليومية التي يُسببها أطفالهم إلى مكانٍ آخر غير المنزل، لكن عند تذكرهم واجباتهم في تعليم وتدريس أولادهم يعود القلق لينتابهم.
وعلى كل حال، فإنه لضمان ألا يكون الأمر كارثة بعد التعود على روتين الإجازة، تحدثت صحيفة The Telegraph البريطانية، مع مجموعة من الخبراء للتأكد من أن الآباء والأمهات سيحصلون على علامة ممتازة في إتقان عملهم في تربية وتعليم أبنائهم في تلك المرحلة.
ولذلك، اتبع فقط تلك الخطوات والنصائح، ونعدك أن العودة للمدارس لن تكون بنفس الصعوبة طوال العام:
1- قاوم رغبتك في أن تقوم أنت بأعمالهم
سواء كان ذلك العمل نشاط مدرسي ما، مثل بناء شيء من علب القصدير التي أكلوا منها أثناء العطلة، فالأمر يبدو بسيطاً ومغرياً أن يقوم بصنعه الآباء والأمهات بسرعة وسهولة وفي وقتٍ أقل بدلًا عن أبنائهم، وبالطبع الأمر ذاته بالنسبة للواجبات المدرسية!
إلا أن "لي" الذي كان معلماً بمدرسة ابتدائية في بريستول لعدة سنوات يقول عن ذلك: "لا تفعلوها، وأعني بذلك أنتم.. الآباء، لا تفعلوها بأنفسكم، فنحن كمعلمين دائماً ما نواجه آباء محتارين حول ما إذا كان عليهم القيام به، ولكن إذا كنت تقرأ الملاحظات فهذا النشاط والتحدي مُخصص للأطفال وليس لكم".
ويتابع: "إذا استطعت التوقف عن التفكير فيما يظنه الآخرون بك، ستدرك مدى الجنون في تأدية واجبات أطفالك المنزلية"، وما يريد قوله هذا المعلم ومئات مثله أن لا يندرك الآباء وراء إغراء اختصار الوقت والمجهود وتأدية واجبات وأنشطة أطفالهم، بل يتركون أطفالهم يحاولون ويتعلمون ويفشلون ويعاودون التجربة.
2- ترتيب حجرة الدراسة في المنزل
إذا كان هذا الاعتقاد صحيحاً بأن الموهوبين يقلدون والعباقرة يسرقون، فعليك أن تتساءل لم لا يسرق الآباء أكثر من وحي الفصول الدراسية؟ لا نقترح هنا أن عليك العودة إلى المنزل مالئاً جيبك بالطباشير مثلًا!
ولكن علينا الاستفادة من حقيقة أن الفصول الدراسية مُصممة لاستخراج أكبر قدر من القدرات من الأطفال، وأيضاً نقل بعض هذه الأفكار إلى المنزل.
وفي هذا الصدد يقول بوب روبنسون، خبير الأثاث الذي يعمل في Furniture @ Work: "عادة يندهش الناس عندما يرون أثاثاً خاصاً بالمدارس في المنزل، ولكن في الحقيقة فالأمر منطقيّ تماماً، إذ إن الأطفال اعتادوا على استخدام هذه الأدوات، فلم لا يستخدمونها في المنزل أيضاً؟".
ويضيف: "أحد أبسط الطرق للقيام بذلك هو الحصول على الخزانات الموجودة في الفصول الدراسية، أو الأواني التي صُممت لتكون في مستوى الأطفال والتي تجعلهم يكونون مسؤولين عن تنظيفها، إنها توفر لهم أعمالاً مختلفة يقومون بها بشكل سهل ومباشر وتوفر لك بعض المساعدة منهم في التنظيف والتنظيم".
3- لا داعي لتكرار "أسطوانة" نصائحك اليومية!
كما سيشهد جميع الآباء والأمهات، يحتوي كل صباح من أيام المدرسة في الغالب على تذكير أطفالك بالقيام بـ5000 شيء مختلف، سيراها أي شخص في كامل عقله أنها أمور بديهية.
وعن هذا الأمر المزعج بالنسبة للأطفال، يقول جون أوسواي، مطور الويب، ومدير شركة raging trifle، وهو أيضاً أب لطفلين، إن "الروتين الفرعي هو الحل"، مقترحاً أسلوب أفضل لإسداء قائمة النصائح اليومية بقوله: "إحدى أكثر الأشياء أناقة والتي تفعلها لغة البرمجة هي تجميع عدة نشاطات معاً في مجموعة واحدة، لذا علينا أن نحاول استخدام نفس هذا المنطق مع أطفالنا".
ويتابع: "فبدلاً من تذكيرهم بتنظيف أسنانهم وارتداء أحذيتهم والتحقق من حقائبهم وتناول وجبة الفطور، نجمع كل هذه النشاطات في روتين واحد، لذلك نستطيع إخبارهم بتذكر قائمتهم، وهم يعلمون أنها تحتوي كل تلك الأمور، إذا كان للأمر فائدة ما، فهو أنك لن تضجر من سماع صوتك دائماً وأنت تسألهم "هل نظفتم أسنانكم؟".
4- كن واقعياً بشأن الرحلة اليومية من وإلى المدرسة
ربما أحد أبغض الأمور في تجربة العودة إلى المدرسة هي الرحلة اليومية إليها، فعلى الرغم من أن غالبية الأطفال يعيشون على مسافة قريبة من مدارسهم، إلا أنهم لا يذهبون إليها مشياً، وفي الواقع، فإن الأسرة العادية في بريطانيا على سبيل المثال قد تنفق 340 جنيهاً إسترلينياً في السنة على الوقود فقط لتوصيل أطفالهم إلى المدرسة.
لذا يقول خبير فيرجال لينش خبير التأمين: "إذا كنت تريد الذهاب إلى المدرسة في السيارة فهناك أمران يجب أن تكون واعياً لهم، أولهما وجود الاعتقاد الشائع بأن العودة للمدارس يزيد موسم الحوادث والاصطدامات، فـ80% تقريباً من الحوادث التي تشمل الأطفال تكون في أوقات العطلات المدرسية".
أمَّا الأمر الآخر كما يراه لينش هو مراجعة القوانين الخاصة بمقاعد الأطفال في السيارات، إذ لم يعُد مسموحاً بالمقاعد غير المُعززة برافع للظهر سوى للأطفال الذين تزيد أوزانهم عن 22 كجم وأطوالهم عن 125 سم، وبالطبع بإمكانك تجنب كل ذلك تماماً بأن تمشي مع أولادك إلى المدرسة.
5- شراء الأحذية المناسبة في الوقت المناسب
شراء الأحذية الجديدة لأطفالك يعتبر جزءً من طقوس العودة إلى المدرسة، لكن من الصحيح ألا تفعل ذلك، إذ يوجد أربعة ملايين طفل في المملكة المتحدة يرتدون مقاس أحذية غير مناسب لهم.
تقول "بيفرلي" التي أبقت هويتها مجهولة، لأنها تريد الحفاظ على وظيفتها في متجر الأحذية: "يُعتبر أيلول وقتاً سيئاً للشراء لأننا نُخفض أسعار أحذية الأطفال في تشرين الثاني، لذلك إذا كان بإمكانك الانتظار فلن توفر مبلغاً كبيراً فقط، ولكنك كذلك لن تتزاحم من أربعة ملايين طفل آخر كلهم يريدون قياس الأحذية في نفس الوقت".
وبالنسبة لاختيار المقاس المناسب تقول بيفرلي: "إذا كنت تتساءل ما إذا كانت أحذية أطفالك صغيرة جداً ففي الغالب هي كذلك، يجب أن يكون هناك فراغ بمقدار 14 مم بين الإصبع الكبير ونهاية الحذاء، إذا كان هذا الفراغ أقل من 8 مم فالحذاء صغير جداً".
وتتابع: "شراء مقاسات كبيرة جداً ليتمكنوا من ارتدائها أكثر بينما ينموا جسمهم ينفع مع المعاطف، ولكن الأحذية ستجعلهم يمشون بشكل سخيف وستتكلف مالاً أكثر في علاجهم عندما يُصابون بتقوس أو انبساط بأقدامهم".