يُعد أمر الحفاظ على العلاقات العائلية والصداقات في عصرنا هذا عملاً صعباً بعض الشيء. لا سيما أن الغالبية منا يقضي وقته بين عمل مكتبي وعناية بالأطفال وأخذ قسط من الراحة بين هذا وذاك. إلا أن هذه العلاقات التي تربطنا بأفراد أسرتنا وأصدقاء الطفولة تُعد جزءاً أساسياً من تكويننا الاجتماعي وتُمثل جزءاً كبيراً من شخصيتنا وذكرياتنا كما تُعد امتدادا لنا خصوصاً إذا ما رغبنا بتوطيد علاقات أطفالنا بأفراد العائلة والأصدقاء المقربين.
إلا أن الطامة الكبرى تقع عندما يحتم علينا واقع الحياة بالهجرة عن الوطن الحبيب والاستقرار في بلد آخر أو حتى في قارة أخرى. عندها يترتب علينا لملمة ذكرياتنا واستجماع ما نملكه من قوة والتركيز وبذل الجهد للحفاظ ما أمكن على هذه العلاقات!
وعلى الرغم من حزننا الشديد خصوصاً في الفترة الأولى والتي تهاجمنا فيها لحظات الحنين والاشتياق للجمّعات العائلية وحفلات الشواء والأحاديث الصباحية التي لا بد أن يتخللها تحليل لحلقة أمس من مسلسل ما أو نقاش سياسي يشتد احتدامه مع الرشفة الثانية من فنجان القهوة. إلا أنه بإمكاننا وعبر خطوات مدروسة المحافظة ما أمكن على هذه العلاقات الثمينة.
* ضعي جدولاً تحددين فيه الطريقة التي ستتواصلين فيها مع الكل
فعلى سبيل المثال، الحديث اليومي مع والدتك التي تشتاق لكافة تفاصيلك وتفاصيل أحفادها سيكون الأولوية الأولى على جدولك. وللعمة الجميلة أيضاً حصة كبيرة من خلال إرسال رسائل صوتية مرة أو مرتين أسبوعياً. أما الأصدقاء فعليك حتماً استخدام Skype أو Facetime بين الحين والآخر للحديث معهم خصوصاً أثناء تجمعهم لتشعريهم بمدى اشتياقك لهذه لأوقات وبمدى أهميتهم بالنسبة لك.
عليك باستغلال وسائل التواصل الاجتماعية التي باتت متاحة للجميع للتواصل مع العائلة والأصدقاء. فلأغنية أو نكتة ترسلينها لصديقة ما أثر إيجابي يشعرهم بوجودك بقربهم على الرغم من المسافات.
* افتحي نافذة لهم على حياتك
بعد أن وضعت الأسس لكيفية التواصل مع المقربين عليك الترحيب بهم في حياتك. تتيح لنا التقنيات الحديثة العديد من الطرق لنقل أخبارنا بشكل مباشر لأحبائنا، فمن خال الصور والفيديوهات القصيرة يمكنهم متابعة التفاصيل المستجدة وكأنهم على مقربة منا. احرصي على تحميل التطبيقات التي تمكنك من إرسال الصور والفيديوهات مع التعليقات والأخبار لمن يهمك أمرهم. يمكنك استخدام فيسبوك وإنستغرام وسناب تشات لهذه الغاية.
* مجموعات الواتساب
كوني السباقة في إنشاء هذه المجموعات ليشعر الأخرون برغبتك الحقيقية بسماع أخبارهم. كوني خلاقة في ذلك أيضاً، فهذه مجموعة لصديقات الثانوية وتلك مجموعة لبنات الخالات ومجموعة أخرى وجُدت خصيصاً للحديث عن تحضيرات زفاف صديقتك المقربة. وطبعاً لا ننسى مجموعة العائلة فهي الأهم وستكون الأكثر نشاطاً حتماً.
* الاتصال الهاتفي
يتوجب عليك إجراء الاتصالات الهاتفية في بعض المناسبات أو المواقف. فاحرصي على القيام بالاتصال بجدتك كل شهر على سبيل المثال خصوصاً إذا لم تكن من مستخدمي تقنيات الاتصال الحديثة. وعليك أيضاً الاتصال بأفراد عائلتك في الأعياد والمناسبات الهامة كخطوبة أحدهم أو تخرجه من الجامعة أو خروجه من المستشفى. هي دقائق بسيطة من التواصل إلا أنها كفيلة بملء قلبك وقلوبهم بالدفء.
* الزيارة
بطبيعة الحال تتحكم العوامل الجغرافية بمدى إمكانية تطبيق هذه النقطة. فإذا كنت تقطنين في فانكوفر مثلاً احرصي على تخصيص ما لا يقل عن أسبوعين إلى ثلاثة من عطلتك الصيفية لقضائها مع عائلتك وأصدقائك في الوطن. أما إذا كنت في موقع جغرافي أقرب فيتوجب عليك تكرار الزيارة ما أمكن والتواجد في اللحظات الفاصلة في حياة المقربين منك سواء في أفراحهم أو أتراحهم فدعمك المتواصل لهم سيشعرهم بأنك لا زلت بينهم.
* ادعيهم لزيارتك في بيتك الجديد
قومي بدعوة أصدقائك لزيارتك وقضاء إجازة ممتعة في البلد الذي تقطنين فيه لتسترجعي بذلك ذكريات جميلة وتستمعي أيضاً بلحظات كفيلة بأن تهون عليك صعاب الغربة وما يرافقها من أوجاع.
* كوني إيجابية
فأنت الآن تعيشين تجربة فريدة وتخلقين لنفسك ولزوجك وأطفالك بيتاً وسكناً وروتينا آخر. إحرصي على الانفتاح أمام الثقافات التي ستقابلينها واقبلي على بناء علاقات وصداقات في وطنك الجديد. ولمحبيك أن يشعروا براحة كبيرة لرؤيتك تستمتعين بحياتك الجديدة.