غالباً ما تشتكي الأمهات من "تبعية" أطفالهم لأصدقائهم في المدرسة، ونجد أن هؤلاء الأطفال لا يمكن أن يترأسوا أو يقودوا أي مجموعة في عمل ما، كما يعجزون عن إبراز مواهبهم كاملة أو إثبات ذاتهم للآخرين، ولا يمكنهم التعبير عن أنفسهم بسهولة، وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك هو افتقار الطفل للقيادة الوالدية!
التقت" سيدتي نت" بالاختصاصيَّ النفسيَّ، قاسم العسيري ليحدثنا عن تفاصيل هذا الموضوع.
أوضح العسيري أن القيادة من أهم الوظائف الإدارية التي يمارسها المدير وذلك لأن أي خطة بعد أن يتم وضعها تنتقل إلى حيز التنفيذ وتتناولها العقول والأيدي والآلات لتنجزها حسب الأهداف المقررة والمراحل المحددة.
كذلك الحال في القيادة الوالدية والتي هي نشاط إيجابي يقوم به الوالدين للإشراف على أطفالهم لتحقيق أهداف واضحة بوسيلة التأثير والاستحالة أو استخدام السلطة الوالدية بالقدر المناسب وعند الضرورة حيث تقوم القيادة الوالدية على دفع وتشجيع الأطفال نحو إنجاز أهداف معينة.
• هناك نوعان من القيادة:
1. النوع الأول: القيادة التي تعتمد على الاقناع وهي التي تستمد قوتها من شخصية القائد(الوالدين)
2. النوع الثاني: القيادة القائمة على التخويف والتهديد وتستمد قوتها من السلطة الممنوحة للرئيس (الوالدين)
• صفات القائد المؤثر:
• الإيمان بمهمته: وهي تجتمع في ثلاثة أمور يجب أن تتوفر في القائد المؤثر:
1. وضوح الهدف والقدرة على نقله:
إن الإيمان بالمهمة التربوية للأبناء والاطلاع بتكاليفها والتضحية في سبيل تحقيق أهدافها لا يحدث إلا إذا كانت الأهداف التربوية واضحة في ذهن القائد التربوي ويؤمن بتحقيقها وينقل ذلك إلى شعور أسرته فان هذا يبعث في أفرادها الشجاعة وحب
المشاركة في تحقيق تلك الأهداف المرسومة، فالتشجيع المستمر من القائد يشيع الثقة عند أسرته فتتقدم الأعمال وتدفع العمليات نحو تحقيق تلك الأهداف.
2. الهدوء وضبط النفس:
الهدوء وضبط النفس للقائد التربوي يعتبر من الأمور الأكثر تأثيرا بالنسبة لمهمته ويحققان بالنسبة لأهدافه ما لا تحققه الكلمات الجذابة، وذلك لأنهما تحققان جواً من الطمأنينة ودفع الخوف خاصة عند الاخطار ويوحي الصمت والهدوء بإرادة قوية لدى القائد ، كما أنهما يشعران مثيري المشاكل في الأسرة بأنهم امام قوة لا تقهر وفي الوقت نفسه يشعر أسرته بأنهم في أمن معه .
3. الشعور بالمسؤولية:
مما يمنح الأسرة الشعور بالثقة والأمان في القائد وقدراته هو إيمانه بمهمته التي يقوم بها (رعاية الأسرة) فهذا الإيمان يجعل له هيبة في نفوس أسرته كما أنها تقضي على التهاون من الذين يسببون الفوضى داخل الاسرة.
• الصفة الثانية: معرفته بأطفاله وأسرته:
إن معرفة القائد المؤثر بأطفاله وأسرته عن كثب تصنع انسجاما فريدا متبادلاً معهم وتدفعهم لتقديم الجهود والإبداع في مهامهم الأسرية، وتقوي صف الجماعة فتجعله كالبنيان المرصوص، كما أن تلك المعرفة تشجعهم على البوح بأسرارهم ورغباتهم
وتوجهاتهم للقائد.
• الصفة الثالثة: المبادرة والإبداع:
إن صفة المبادرة صفة أساسية للقائد ونعني بها المبادرة في اتخاذ القرار وبدونها تتعطل الأعمال في الأسرة وتنتشر الفوضى وربما كان القرار الحازم غير الكامل والمتبوع بتنفيذ جيد أفضل من الانتظار بقرار مثالي مدروس ولكنه متأخر.
• القدوة:
من يطلب الجهد الثقيل والعمل القاسي والتفاني والاخلاص من أطفاله فليكن مثالاً لهم أولا.
وختاماً نقول:
إن الضغوط هي الحياة وغيابها يعني الموت وكلما كان الوالدين قادرين على إدارة الأزمات العائلية وحلها دونما خلق مشاكل فعندها نستطيع القول أنهما مؤهلين جداً ليصبحا قادة تربويين.