بعد حدوث الحمل، تتعرض المرأة لعدد من التغيرات النفسية والفيزيولوجية، وهذا أمر معروف لدى معظم الناس. ولكن ما يمكن ألا يكون معروفًا لدى الكثيرين؛ هو أن المرأة تتعرض لحالات نفسية مقصورة على فترة الحمل فقط؛ لأنها تزول بمجرد الولادة.
يقول علماء النفس إنه ليس هناك ما يدعو للقلق حول بعض الفجوات النفسية التي تحدث في شخصية المرأة بعد الحمل، ولكن هناك محاذير من أن بعضًا من هذه الفجوات النفسية قد تأخذ وقتًا أطول إذا أظهرت أعراضًا غريبة. وأخطرها اكتئاب ما بعد الولادة، المتمثل بعدم قبول الطفل الذي أنجبته، والشعور بالكراهية تجاهه.
حالة القطة القاتلة
يشاع في البرازيل بأن بعض القطط تأكل صغارها، ليس لأنها تخاف عليهم من الذكور، بل لأن أنثى القطة في الأصل تتعرض لأعراض غريبة مشابهة لأعراض اكتئاب ما بعد الولادة، خاصة إذا كانت تعيش في الشوارع.
والمرأة الحامل يمكن أن تصاب بشعور مماثل إذا كانت حياتها صعبة، أو إذا كان لديها أطفال كثر، وحملت من جديد دون أن ترغب. فمثل هذه المرأة من شدة خوفها على مستقبل طفلها؛ تفضل ألا تراه، كما تصيب «حالة القطة القاتلة» المرأة التي تحمل نتيجة الاغتصاب.
فجوات نفسية أخرى
هناك فجوات نفسية أخرى، أوردتها دراسة لقسم العلوم النفسية التابع لجامعة «يونيبان»، في مدينة ساو باولو، فما هي؟
أولاً: المرأة الحامل تجد نفسها قبيحة
على الرغم من أنها قد تكون آية في الجمال، وهذه فجوة نفسية مؤقتة تزول بعد الولادة.
ثانيًا: تكون حساسيتها
وهي أيضًا فجوة نفسية مؤقتة تزول بعد الولادة.
ثالثًا: تخجل من التفكير في العلاقة الحميمة
وهي فجوة نفسية لها علاقة بالتغيرات الفيزيولوجية التي يسببها الحمل، وقد تبقى وتشكل عقدة للمرأة إذا ظلت بدينة أو تعاني من علامات على البشرة.
رابعًا: سرعة البكاء
تبكي بسرعة بسبب تغيرات عاطفية تصاحب فترة الحمل، وهي تزول مع حدوث الولادة.
خامسًا: العصبية غير العقلانية
فجوة نفسية تسببها أعباء الحمل وتزول مع الوضع.
سادسًا: كراهية الجنين في اللاشعور
وهذه تعتبر فجوة نفسية عميقة؛ بسبب أوضاع المرأة الاجتماعية والمعيشية التعيسة، واحتمال الإصابة بأعراض «حالة القطة القاتلة»، وهذه الفجوة النفسية تعتبر خطيرة إذا لم يتم تدارك الأمر وتلقّي المعالجة النفسية.
سابعًا: حب الوحدة
يتزايد هذا الشعور بعد الحمل؛ بسبب شعور المرأة بالضيق بوجود أناس لا يتوقفون عن الحديث وإصدار الضجيج، وهي فجوة يمكن أن تزول بعد الإنجاب.
ثامنًا: تضاعف الخوف من الموت
هذا ربما يتحول إلى هاجس إذا استمر طوال فترة الحمل؛ لأنه من المعروف أن الشعور بزيادة الخوف يأتي خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحمل، ثم يبدأ بالزوال تدريجيًا كلما أصبح وضع الجنين أكثر تماسكًا وقوة.
تاسعًا: التحدث مع الذات كثيرًا
هذا أمر طبيعي، مادامت المرأة تشعر بأن المسؤوليات ستزيد بالنسبة لها، وهي تتحدث مع نفسها بشكل لاشعوري حول هذه المواضيع، وهي فجوة تزول بعد الولادة واستقرار الأوضاع.