الارشيف / تربية و علم نفس

كيف تصنع من ابنك معاقاً ؟؟؟

لا تلوموا أبنائكم، فأنتم السبب بنشأته على هذا النحو، لقد قمتم بتربيته على نحوٍ خاطئ، أنتم زرعتم و ها أنتم تحصدون ما زرعتم.
هذا ليس خطأ الأبناء، فلقد زرعتم هذه الطباع في شخصيتهم و باتت جزءاً لا يتجزأ منهم، و الطلب منهم أن يكونوا ذو مسؤولية و أن يتغيروا على ما نشأوا عليه، فهذا ضرب من المستحيل !؟ فليس بإستطاعتهم أن يكونوا على قدرٍ من المسؤولية، هم عاجزون عن ذلك و هذا ليس بأيديهم، فمن شبَّ على شيءٍ شاب عليه

أعد قراءة العنوان جيداً .. خطوات صناعة الإعاقة

1- قاعدة عامة (مساعدة الآخرين فيما يحسنون القيام به) هي أول خطوة في صناعة الإعاقة.

و هذه القاعدة تنطبق على الأطفال والمراهقين، والبالغين، فعندما تساعد شخص في أمر يستطيع القيام به. أنت تسلبه الممارسة والتجربة والقدرة فيصبح عاجزاً على القيام به، و يصبح معتمد عليك إعتماداً كلياً، و هذا يحدث كثيراً داخل الأسرة، فتجد الوالدين يتحملون كامل المسؤولية عن أبنائهم حتّى في قضاياهم الخاصة مثل الدراسة، وحل الواجبات، والقيام للصلاة وغيرها.
والطفل هنا يمارس دوره بذكاء، فيسلم المسؤولية للوالدين و لا يتحمّل أي مسؤولية، و لا يهتم، و تموت الدوافع الداخلية له، و ينتظر الأوامر بشكلٍ مباشر من الوالدين، و لا يشعر بألم الإخفاق؛ لأن هذه القضايا ليست من مسؤولياته بل هي من مسؤوليات الوالدين..

 

هذا النوع من التربية يخرج لنا شخص معاق نفسياً، غير ناضج، غير قادر على التعامل مع المتغيرات و التحديات في هذه الحياة.

عزيزتي الأم:

عندما تحملين طفلك و هو يستطيع المشي أنت تصنعين من طفلك معاقاً، و عندما تأكلين طفلك الذي يستطيع الأكل أنت تصنعين منه معاقاً، وعندما تتحدثين عن طفلك الذي يستطيع التحدث أنت تصنعين منه معاقاً.

2- الخطوة الثانية :- ((الحماية الزائدة))

إن الحماية الزائدة المبالغ بها للطفل تجعل منه طفلاً ضعيفاً لا يستطيع التعامل مع معطيات الحياة، تحرمه هذه الحماية من التجربة و التعلم خاصة في بداية حياته؛ لأن خبراتنا تصقل في بداية حياتنا.
فالطفل تصقل خبراته في مرحلة الطفولة فنجد أن تجاربه لا تتجاوز قدراته بشكل كبير و نجد أن مشاكله و تجاربه المؤلمة متناسبة مع مرحلته العمرية. و هذه التجربة و هذا الألم ينمّي قدراته على تحمُّل الآلام و مواجهة المشاكل بحيث ينمو جسدياً و عقلياً و نفسياً بشكل متوازن.

أما في حالة الحماية الزائدة فإنه ينمو جسدياً و عقلياً و لكنه لا ينمو نفسياً بشكلٍ متزن، وذلك بسبب حماية الوالدين من تعرُّضه لبعض التجارب بحجة أنه ضعيف لا يستطيع، صغير لا يحسن التصرف، و حقيقة الحياة أننا في يومٍ ما سوف نواجهها منفردين ولن تفرق بيننا، وسوف يصدم بتجربة مؤلمة تفوق قدراته النفسية التي لم تكتمل بسبب الحماية الزائدة..

3- الخطوة الثالثة :- ( أحلامك أوامر يا سعادة البيه )

يعاني بعض الأباء و الأمهات من (فوبيا الحرمان) و عقد من النقص و يعتقدون الحرمان شر محض، وذلك بسبب أنهم عانوا منه في طفولتهم !!

ولذا يلبُّون كل طلبات أبنائهم بدافع أن لا يشعر أبنائهم بالحرمان، أو بدافع أنني لا أريد أن يشعر أبنائي أنهم أقل من الآخرين، ويسعى الأب و الأم جاهدين لتحقيق كل طلبات أبنائهم!!!

وهذا التدليل المبالغ فيه يجعل الأطفال عاجزين عن معرفة قيمة الأشياء، و عاجزين عن تحقيق الغايات، ويزرع في داخلهم إتكالية على الآخرين في أبسط أمورهم، وهنا ترى الأم خادمة لأبنائها في بيتها بحيث يعجز المراهق عن إحضار كأس ماء، بل يطلب من الآخرين ذلك، وهكذا يصبح الأب أشبه بخادم توصيل الطلبات وكأن العبيد ولدوا أسياده..
هذه الشخصية المدللة عاجزة نفسياً، غير قادرة على مواجهة الحياة،ضعيفة تنهار أمام أول التحديات

أتمنى نشر هذا المقال للآباء والأمهات لعموم الفائدة..

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى