قالت الأخصائية النفسية منى شطا، خبيرة العلاقات الأسرية وتعديل السلوك، إن قضم الأظافر من السلوكيات الشائعة بين الأطفال، والتي تترك أثراً سيئاً على الطفل وأسرته، وتتراوح نسبتها بين 25% إلى 36% من الأطفال في سن المدرسة.
وأضافت شطا، أن هذه العادة قد تبدأ في سن مبكرة، وتستمر مع بعض الأطفال حتى سن البلوغ، وقد تكون علامة على وجود مشكلة نفسية أو عاطفية لدى الطفل لم يتم الانتباه إليها.
وأوضحت شطا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الطفل إلى قضم أظافره، منها، التوتر حيث قد يكون قضم الأظافر طريقة الطفل في التعبير عن توتره أو قلقه، خاصةً في مواجهة المواقف الصعبة أو الجديدة، أو القلق فقد يكون قضم الأظافر أحد أعراض اضطراب القلق العام أو اضطراب الوسواس القهري.
واستكملت شطا في دافع قضم الأظافر، أن يكون التقليد أحد الدوافع، فقد يتعلَّم الطفل هذه العادة من أحد أفراد الأسرة أو من أصدقائه، مضيفةً أن الحرمان العاطفي أيضاً من الدوافع الهامة، فقد يلجأ الطفل إلى قضم أظافره كطريقة لجذب انتباه الوالدين أو تعويضاً عن نقص الشعور بالأمان والحب، وكذلك الإحساس بالملل، فقد يلجأ الطفل إلى قضم أظافره عندما يشعر بالملل أو لا يكون لديه ما يفعله.
وأشارت شطا إلى أن قضم الأظافر قد يكون له العديد من المخاطر، منها، إلحاق الضرر بالأظافر والجلد المحيط بها، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، حيث تتراكم البكتيريا والجراثيم تحت الأظافر، والشعور بالحرج والإحراج، خاصةً في المواقف الاجتماعية، وكذلك التأثير على الثقة بالنفس.
وقدَّمت شطا بعض النصائح لمساعدة الوالدين على التخلُّص من عادة قضم الأظافر عند أطفالهم، منها، التحدث إلى الطفل عن هذه العادة وشرح مخاطرها، وتحديد الأسباب التي تدفع الطفل إلى قضم أظافره ومعالجتها، وكذلك مساعدة الطفل على إيجاد طرق أخرى للتعبير عن مشاعره، مثل ممارسة الرياضة أو الرسم أو الكتابة، بالإضافة إلى مكافأة الطفل عندما لا يقضم أظافره، وطلب المساعدة المهنية من طبيب نفسي أو معالج سلوكي في الحالات الصعبة.
وأكَّدت شطا على أهمية توفير بيئة أسرية داعمة ومحبّة للطفل، حيث تلعب هذه البيئة دوراً هاماً في مساعدته على التخلُّص من هذه العادة وغيرها من السلوكيات السلبية.
وأخيراً، شدَّدت شطا على أن قضم الأظافر مشكلة شائعة وقابلة للعلاج، وأن على الوالدين عدم التردد في طلب المساعدة إذا واجهوا صعوبة في التخلُّص من هذه العادة لدى أطفالهم.
رابط الحلقة :
">
المجلة غير مسؤولة عن الآراء و الاتجاهات الواردة في المقالات المنشورة