الارشيف / ثقافة و فن

صيحة تحذير عن فن اليوم

في السنوات العشر الأخيرة، انتشرت ظاهرة سلبية ألا و هي الأغاني ذات الألفاظ السوقية و التي تؤثّر بشكلٍ سلبي على الذوق الفني العام و تغذّي فكر الأطفال و المراهقين بطريقة مدمّرة.

 

و لقد وصلني عن طريق الصدفة أغنية لشخص يدّعي أنه فنان، و قد قام بطرح هذه الأغنية في قناته الخاصة على اليوتيوب، و الغريب في الأمر انتشار هذه الأغنية ذات الألفاظ النابية و التي أخجل من ذكر عنوانها، في مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة !!؟

 

السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل غابت الرقابة عن الوسط الفني و بات كل من هبّ و دبّ بمقدوره أن يطرح أغنية أو فيديو كليب دون أي رادع يُذكر ؟ و لماذا انتشرت هذه الظاهرة بتلك السرعة الغريبة التي لم يعد يستوعبها العقل البشري ؟ لماذا غابت الضوابط الأخلاقية ؟ و لماذا انجرف أغلب الفنانين وراء تلك الظاهرة التي تلعب دوراً أساسياً في خراب و تدمير مجتمع كامل بأسره، و عدم العمل على الارتقاء بذوق المستمع الفني ؟

 

 

أسئلة كثيرة تدور في ذهني و لا أجد لها الجواب الشافي !! إلا أن الهدف من ورائها هو العبث في فكر الجيل الجديد و العمل على إفساده و تدمير القيم الأخلاقية للأجيال التي هي أمل بناء الأوطان و عمارها.

 

علماً أن مطالعة سريعة لأغلب الأغاني و الأفلام الغربية التي تلقى رواجاً في مجتمعاتها قد أُسست على مبادئ نشر القيم السامية و أخلاق المجتمع المترابط الذي يغلب عليه الطابع الوطني و الإخلاص و الجد، أيضاً نجد أغاني و أفلام منحطة في المجتمعات الغربية و لكنها منبوذة من التيار الاجتماعي الكبير و هي منحصرة على فئة بسيطة من المجتمع و هي الفئة الشاذة.

 

كذلك انتشار الـعُري و استغلال جسد المرأة لتسويق فيديو كليب أغنيةٍ ما قد وصل إلى حدِّ القرف، فأغلب الكليبات التي تُعرض على شاشات القنوات الفضائية تستمتع في استعراض أجساد العارضات الذي يُطلب منهن اتباع أساليب الإغراء بطريقة قذرة، و يقوم المخرج بتركيز عدسة الكاميرا على أجزاء من أجسادهن، كل ذلك من أجل جذب انتباه المشاهد و إيقاظ غريزته الجنسية.

 

حتى إن المسلسلات و الأفلام العربية ليست بأفضل حال، فقد غلب عليها أيضاً الـعُري و تقاليد هي بعيدة كل البعد عن التقاليد و العادات العربية الشرقية ... و الأغرب من ذلك، هو تهافت القنوات الفضائية العربية على شرائها كي يتم عرضها عبر شاشاتها في الشهر الفضيل كأنهم ضمن مسابقة تحت عنوان : ( من ينجح في نشر الرذائل و تخريب صورة المجتمع الشرقي ) !

هل تتخيّل عزيزي ( عزيزتي ) القارئ ( القارئة ) ماهية أثر هذا الفن على الجيل الجديد .. على ابنتك و ابنك ؟ هذا النوع من الفن يقوم بتخريب جيل كامل هو أمل المستقبل، و يساهم في نشر ثقافة و تعاليم جديدة هي بعيدة لا تبتُّ للواقع بأية صلة، و يساعد كذلك في انتشار الجرائم الأخلاقية .. لذلك وجب علينا جميعاً محاربته من أجل مستقبل طفلي و طفلكم .. نعم، المسؤولية تقف على عاتقي و عاتقكم ... أنتم من تحددون كيف سيكون مصير و مستقبل أطفالكم ... نعم أنتم ! و ذلك بغرس التقاليد و العادات الصحيحة، و إبعادهم عن كل من شأنه أن يخرّب عقولهم، و أولها تلك الظاهرة الفنية السائدة هذه الأيام. اللهم اشهد إني قد بلّغت...

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا