كنت أتجوّل في إحدى المتاجر اليوم و استهوتني قطعة جميلة، لكن قياسي غير موجود، فسألت إحدى الفتيات العاملات هناك إذ يملكون قياسات أخرى. و بعد أن ساعدتني سألتني هل لي بسؤال فقلت لها : طبعاً !! فقالت : من أي بلد أنت ؟؟ فقلت لها : لك أن تحزري، و قامت بتعداد كل البلاد الأوروبية، فأجبتها : بلدي هي أحلى من كل هذه البلاد.
فقالت : من تكون بلدك ؟ قلت لها : سورية. فقالت : آسفة، لم أسمع عنها قبلاً !! فشرحت لها موقعها الجغرافي و ما تمرُّ به الآن من محنة و ألم و دمار !!! فقالت : و لكن هل في بلادك العربية هذه يتمتّعون بهذا القدر من الجمال !! فقلت لها : نساؤنا يحملون جمال كل نساء العالم بواحدة، بلادي تفوح منها رائحة الياسمين، مروجها خضراء تتراقص العصافير فرحةً بسماؤها. هل عرفتي حبيبتي من هي الآن ؟؟
فقالت لي : متى زرتيها آخر مرة ؟ قلت لها : لم أرها بعيني، لكنها في قلبي حبُّها و في عيوني رسمها !! قالت : أتحبينها لهذا الحد و أنت لم ترينها قط ؟؟ قلت لها : و كيف لا !! فأول هواء استنشقته كان عطر سورية، و أول ماء غُسِلَ جسمي به كان من ماء بردى، و أول عين مبتسمة نظرت لها كانت عين سورية، فكيف لا أُحبُّها ؟! نحن السوريين، نولد و حب سورية يسري في عروقنا.. فقالت : و ما يحدث الآن كيف تصفيه ؟؟ أجبتها : نحن لها و سوف ننتصر بإذن الله...
لم أتمالك نفسي، و بدأت دموعي تنهار. فقالت لي : هل لي بمعانقتك ؟ و اقتربت مني و هي تهمس في أذني، كم بلدك محظوظٌ بك. فقلت لها : أنا المحظوظة بأني ولدت سورية !! فقالت : لا تحزني، إذا أهل بلدك كلهم مثلك، فأنا متأكدة بأنكم منصورون !!! ودّعتها و هي تقول لي أحببت بلدك من صورة عينيكِ لها، و من كمِّ الحب الذي تملكينه لبلدك !! بالتأكيد، سأقرأ عنه الكثير، فقد عشقته قبل أن أراه !!!!