وكانت الفنانة الراحلة قد تعرضت لأزمة صحية منذ عدة أسابيع استدعت نقلها إلى مستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة تحت إشراف زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب وخرجت بعد أن تماثلت للشفاء ثم تعرضت الي وعكة صحية مفاجئة توفيت علي إثرها مساء اليوم.
وقال مصدر طبي إن الفنانة فاتن حمامة توفيت عصر السبت، في منزلها، إثر هبوط في الدورة الدموية، بحسب "المصري اليوم".
وبحسب المصدر نفسه فإن أطباء من مستشفى دار الفؤاد توجهوا إلى منزلها للكشف عليها إلا أنهم وجدوها فارقت الحياة.
وتضاربت الأنباء في بداية الأمر حول وفاة الفنانة فاتن حمامة، بعدما نفى كل من الإعلامي مفيد فوزي، والفنانة سميرة عبد العزيز، خبر وفاتها.
بعدها خرج الفنان سامح الصريطي، ليؤكد خبر موتها، وتبعه مفيد فوزي.
طوال حياتها، عرفنا فاتن حمامة بأدوارها التي اتسمت بالالتزام فهي لم تقم بأي دور يعتمد على الإغراء، ولذلك نبين رأي سيدة الشاشة العربية في الإغراء، قالت في حوار مع آمال فهمي عام 1960: "أنفع في أدوار الإغراء من غير ما اكشف جسمي، وإذا كنت شاهدت فيلم (دعاء الكروان) ستجدي أن النصف الأخير منه يعتمد على هذا اللون".
ووجهت لها آمال سؤالا إذا كان يمكنها ارتداء بدلة رقص، فسكتت فاتن سكتة طويلة وتململت ثم ترددت..ونظرت إليها وكأنها ترجوها بإغفال السؤال، على حسب وصف الإعلامية الشهيرة التي انتظرت لأنها كانت متشوقة لتعرف الرد فقالت: "جسمي شكله لا يصلح و...." فقاطعتها الإعلامية الشهيرة قائلة: "ومن حيث المبدأ" فردت في حزم وبسرعة وكأنها تشرب جرعة من دواء مر "ألبسها".
أما في 2010، كان رد فاتن على سؤال حول الإغراء زمان هو: "لا أعتقد أنه كان هناك إغراء زمان، الفن كان تعبيراً عن الواقع، والحياة زمان كانت الممنوعات فيها أكثر من الآن، لذلك كان البعض يعتبر ما يقدم في السينما إغراء، أما الآن، فالشباب أصبح (مودرن)، يخرج ويصاحب، البنت المصرية تغيرت كثيراً، زمان كانت مغلوبة على أمرها، كان يقال لها دائماً (عيب)، لكن حدث تطور كبير وبدأت فى الخروج إلى التعليم والحياة، وخروجها للعمل والحياة اضطرها أن تصبح قوية، زمان كان سير فتاة بجوار شاب في الشارع (مصيبة)، الآن كل شيء تغير وتطور".
فاتن حمامة عبرت عن عن اشتياقها للشاشة في عدد من المناسبات: "أنا اشتقت لها، وهناك الكثير من الروايات تستهويني لكن الأهم هو العثور على دور يليق بي وبإحساسي وبسني، فأنا أتلقى عروضاً كثيرة لتقديم أعمال في السينما والتليفزيون، لكن مشكلة التليفزيون الآن أنهم يعرضون صفحتين من موضوع المسلسل كمعالجة للفكرة، وأنا لا أستطيع تقييم موضوع المسلسل بهذا الأسلوب، أنا أحب قراءة العمل كله لاتخاذ قرار بشأنه".
آراء سياسة
لسيدة الشاشة العربية مواقف سياسية واضحة، ففي 1960 وجهت لها آمال سؤالا عن حب الشعب الروسي لها، فقالت: "لأنهم شافوا أفلامنا وهم محتاجين للعطف والحنان، وده وجدوه بوفرة في أفلامنا".
أما عن آرائها السياسية الحالية وتقييمها للرؤساء المصريين قالت: "رأيت جمال عبد الناصر مرة واحدة في إحدى الحفلات تسلمت منه جائزة في الحفلة.. يومها تم توزيع جوائز بـ"الجملة"! .. كنت متحمسة له جداً.. ولكن عندما شاهدت "البهدلة" التي تعرض لها الناس بعد التأميم ذهب الحماس، وبعد التأميم، كثير من الناس حولي تضرروا من هذه القرارات، تعرضوا للظلم، عاشت مصر في هذه الفترة في ظل الخوف، لا حريات .. وكانت الناس مرعوبة من زوّار الفجر".
وعن النكسة، قالت: "أيامها لم أتوقع أن نتعرض لهزيمة منكرة بهذا الشكل، حبست نفسي في البيت شهراً كاملاً، وكنت في باريس وقتها فلم أستطع مواجهة البواب، كلنا انكسرنا، وكنا نخشى القول أنا عربي أو أنا مصري وبعد أيام أصبح الفرنسيون يدافعون عن العرب لأن الفرنسي (حقاني)، وبدأت الصحافة هناك تنشر صوراً فظيعة عن الحرب، من بينها صورة شهيرة نشرت على غلاف مجلة (بارى ماتش) غيرت وجهة نظر الناس عن الحرب، وأسهمت في إدانة إسرائيل، والصورة كانت لسيدة عربية تمسك ابنها بيد وبالأخرى تحمل ملابسها وهى تعبر جسراً مكسوراً ومهدماً بفعل الحرب".
أما عن السادات، قالت: "كان إنساناً لطيفاً وبشوشاً، يقابل الناس بروح جيدة، في عهده خرج الناس للحياة مرة أخرى، أخرجوا ذهبهم وملابسهم، وذهب الخوف، بصراحة أنا أحببت هذا الرجل كإنسان ورئيس، وهو الذي أعاد لنا سيناء، وهذا (على راسي من فوق)، وأذكر أنه قابلني في فرح بعد عودتي من الخارج وقال لي ممازحاً (هنأخد باسبورك حتى لا تسافري مرة أخرى)".
وعن الوضع الحالي وانتخابات الرئاسة 2011، قالت: "بصراحة، أنا حائرة، فقطعاً لابد أن يكون هناك عدل وطرق اختيار أفضل، لكن الحرية الزائدة أيضاً ممكن أن تخرب الدنيا، والرئيس مبارك إنسان، وعاقل، وجنبنا مشاكل كثيرة بعقله، وأنا أحبه فهو يحنو على الكبير والفقير".
وعن علاقتها برئيس وكالة الطاقة النووية السابق محمد البرادعي، قالت: "حضرت فرحه، وهناك معرفة من ناحية السيدة زوجته، فالبرادعي أثبت نفسه في المحافل العالمية، وهو إنسان ممتاز، وهو يعرف مصر زمان، لكنه لا يدرك حجم التغيير الذي طرأ على الإنسان المصري الآن".
وبالنسبة للمطالبة بتعديل الدستور، قالت: "التغيير سنة الحياة، أتمنى مصلحة البلد أولاً، ومن المفروض أن يتم تحديد مدة الرئاسة".