قصة قصيرة
الليلة المشؤومة
(3) الحلقة الثالثة
أخذ سعيد زوجته غادة باتجاه الحمام و وقفا في ركنٍ مظلم، و قال سعيد : شبك ؟؟... شو صارلك، راح تستفرغي بوجه المخلوقة ؟
قالت غادة : شبني يا أستاذ ....؟؟؟ شو هاد يلي شفتو و سمعتو ؟
قال : شو صار يعني ما فهمت ؟
قالت : عم تبوس إيدين النسوان .... و ما صار شي ... و سوسو ..؟؟؟؟.... سوسو يا سعيد ؟
قال : ليش هيك عم تحاكيني !! و ليش رافعة حواجبك و متخنة صوتك و رقبتك .... و عيونك جحظت، و الله ما عرفتك ؟
قالت : هلئ ما عرفتني يا سعيد، عم قلك بوس و ما بوس ... سوسو و ما سوسو !!!!! يخرب بيتك، أنا بيوم عرسي ما بست إيدي !؟
قال : لك هاد إتيكيت ... إتيكيت يا فهيمة .... بتضلّي جاهلة ؟
قالت : إتيكيت ؟....الله يرحم أبوك يلي كان يبيع حبوب بالشاغور ؟
قال : ولي ولك وطّي صوتك .... قسماً عظماً يا غادة إذا ما بتسكتي و بتضبّي لسانك بحلقك ... لأرمي عليك يمين طلاق هلق، و أشحطك لعند بيت أهلك .... بهاللحظة ... شو رأيك ؟
ساد الصمت بضع لحظات .... و نطّت صورة أولادها إلى المخيّلة فوراً .... الأولاد العفاريت يلي مطلّعين عينها ... شافتهن متل الملائكة يلي فوق رأسهن هالات من النور، و هما يبكيان من تعذيب مرت الأب لهم ... هكذا شاهدت بخيالها ...؟؟
ثم قالت : ماشي يا سعيد ... ماشي يا سوسو ... راح مضّي هالليلة على خير و بنحكي بالبيت
قال : مشّي قدامي، و لا تحكي إلا الضروري الضروري
رجعوا إلى أماكنهم و هم يفتعلون الابتسام و أنهم طبيعيين جداً، و جلسوا إلى طاولتهم ليكمّلوا سهرتهم ...
و أخذوا يشربون العصير مع الأصدقاء، و بكل شفّة كانت تغص غادة و تحاول عدم الشردقة .... و زوجة الصديق الرائعة الجمال و التي تتمتع بحس أنثوي قوي و ذكي و رائع، و كأنها فهمت ما دار بين الزوجين و كأنها عرفت أن غادة إمرأة غيورة .... فأحبت أن تقضي سهرتها و هي تتمتع بإغاظة غادة بشكلٍ غير مباشر بالمزح تارةً مع سعيد أو بالدلال و الغنج على زوجها، و غادة تشاهد ... و تحاول عدم الاهتمام .... و لكن لا أحد يدري أن جسدها بدأ يتحسس و ينتشر به الطفح من هالشوفات ... و إذ التفتت الصديقة الحلوة قائلة لغادة : إن شاء الله اتحسنتي، كأن وجهك عاد لونه قليلاً و لكن مازال أصفر ؟؟؟؟ هل أنت حامل ؟
قالت غادة، و هي تحاول أن تكون هادئة : لأ أبداً لست حاملاً، و لكن أحد أولادي كانت حرارته مرتفعة في الليلة السابقة، و لم أنم جيداً و لا حتى خلال النهار و لذلك تعبت قليلاً ... ثم عملت بفمها حركة لا إرادية يمنةً و يسرة .... و كررتها دون أن تشعر.
فقالت الصديقة ببطءٍ و برود : أراك متألمة يا حرام ... هل هو ضرس العقل ... أم أنه الفك ؟؟... فكك السفلي كأنه يوجد به شيء مو طبيعي ؟
قالت غادة بقليل من العصبية : و هل أنت دكتورة أسنان ؟
قالت الصديقة : ههههه قرّبتي .... فأنا دكتورة عصبية ههههههههههههههه ( طبعاً عن مسخرة )
قالت غادة : اختصاصي قريب من اختصاصك، و أنا أعالج الناس من آلامهم العصبية.
قالت الصديقة : عن جد ... أنت دكتورة عصبية ؟
قالت غادة : لأ، أنا أتعامل مع الجن .... و هناك أحدهم يسكنني ؟
هنا إصفرّت الصديقة و جفلت .... و قالت لها، و هي تلم جزدانها و موبايلها من على الطاولة لتغادرها إلى طاولةٍ أخرى .... و أخذت تنظر لغادة شذراً كل قليل ...
و قام الأصدقاء من على الطاولة كلهم و بقيت غادة و زوجها لوحدهما، و بعد قليل التحق سعيد بأصدقائه، و بقيت غادة لوحدها على الطاولة .... الجميع كان يمزح و يضحك و سعيد، إلا سعيد و زوجته ....
و مضى العرس قدماً من الرقص، إلى البوفية الفاخرة، إلى الهدايا، إلى الصور، إلى فقرات فنية قام بها العروسين ... هكذا .... و غادة جالسة و صامتة .... تنتظر زوجها حتى ينتهي من المهازل التي أظهرته على حقيقته و عرّته أمامها، بالرغم من محاولاته الجدّية بمسك زمام نفسه، و بات كالمجنون يريد أن يكون طبيعياً مع أصدقائه و بنفس الوقت يريد أن يحافظ على احترام زوجته له و يستمر بالتمثيل عليها .... و لكن هيهات، قد سقط القناع و انتهى الأمر ........؟؟؟ و انتهى العرس، و حان موعد الرجوع إلى البيت ؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع