الارشيف / ثقافة و فن

الليلة المشؤومة - الحلقة الرابعة

قصة قصيرة

 

الليلة المشؤومة

 

(4) الحلقة الرابعة

 

عاد سعيد و زوجته غادة إلى منزلهما بعد منتصف الليل، و كانت الدموع تملأ عينان غادة و لكن تأبى أن تنهمر... و ما أن وصلا منزلهما الذي كان هادئ و ساكن جداً حيث الأولاد في بيت جدهم .... و أغلق سعيد باب المنزل، حتى ركضت غادة إلى غرفتها و هي تبكي بكاءً مريراً، و من ثم دخل سعيد غرفته و هو متجاهل غادة و بكاءها تماماً و كأنه لا يسمع شيء، و بدأ بتغير ملابسه بهدوء و يستعد للنوم .... و لكن لم يجد إلا صوت غادة يلعلع في الغرفة و هي تقول : عامل حالك مو مهتم بشي ؟؟؟؟ و مالك حاسس فيّ ... و لا بزعلي و دموعي، شو أنت .... بلا إحساس ؟ .... التفت سعيد متوعِّداً : اتمسّي بالخير يا بنت الحلال، و حاجتك غلاظة اليوم .... كفّيتي و وفّيتي .... ما عاد أخدك معي لمكان أول مرة و آخر مرة بغلط هالغلطة ..؟؟
قالت غادة : لا يا شيخ .... رعبتني .... ليش مين بدو يروح معك مرة تانية ..... بس بدي أسألك دخلك ايمتى صار عندك كل هالرفقات ؟ .... و ايمتى أخدوا وجه عليك بهالشكل ؟.... و الله ما عم اتفوت بعقلي هالقصة .... راح أجن .... و بعدين تعا لهون منلَّك كل هالمصاري و رايح شاري للعروس ساعة ماركة ..... ولي على هالشوفة ...... و كمان بتقلي أنا راح اشتري هالهدية ؟؟؟ مو على أساس إنك مضايق دايماً و ما معك مصاري، يا دوب رزقتك بتكفي مصروفنا لشهر .... بس يا حرام عليك .... حارمني و حارم ولادك مشان مظاهر لا بتقدّم و لا بتأخّر ..؟؟

 


قال سعيد : شبك وطي صوتك، راح اتفيقي الجيران، و بعدين ما بقدر ما جيب هيك هدية مشان خاطر صديقي أبو العروس .... قلتلك لأنه مفضّل علي بكتير شغلات بالشغل ..... و ممكن تسكتي بقى ... بدي نام ...
و ما أن جلس سعيد بالسرير لينام بالفعل، حتى سحبت غادة الغطاء من عليه و هي تقول : لا و الله، ما راح خليك تنام و أنا زعلانة و محروق قلبي منك ....
قال سعيد : لك شو عملت ... شو عملت أنا ؟ ؟؟.... كنت بمنتهى الأدب و اللطف بس ... لك هدول رفقاتي و إلي معهم مصالح بالشغل .... شو شفتيني ...اتجوّزت عليك ولّا عشقت عليك ! استهدي بالله و خلينا ننام و حاجة تعملي من الحبّة قبّة ..؟
و عاد سعيد ليرفع الغطاء لينام ... شدت غادة الغطاء مرةً أخرى، و هي تبكي و تصرخ : أنت تنام و أنا عم انحرق من الجكر.... لك ياما وفرت و وفرت عليك، و ياما اتعبت و اتعتّرت مشانك و ياما و ياما ... انحرمنا أنا و الولاد كتير أشياء مشان ما انحمّلك فوق طاقتك ..... و تاري كل طاقتك و مالك و ظرافتك لبرا ؟؟؟؟؟

 

 

رفع سعيد رأسه و قد تملّكه الغضب و احمّر وجهه ... و فنجر عيناه و قال : شو باينتك ناوية عالشر، و ما راح تسكتي حتى أمد إيدي عليك .... لأنه صار لازم تتأدبي ... و قفز سعيد من السرير، و هجم على غادة و هي تصرخ حتى قبل أن يصل إليها، و هي تقول : تريد أن تضربني يا سعيد .... يا محترم ؟؟ و ما أن وصل سعيد أمام زوجته حتى سمعا صوتاً آتياً من غرفة الجلوس القريبة من غرفتهما .... ته ته ته .... صه صه صه ..... ثم طرقات خفيفة على الطاولة طق طق طق .... توقّف هنا سعيد كالصنم .... و كذلك غادة رفعت رأسها و تجمّدت دموعها و عروقها ...... ثم قال لها : أسمعت ما سمعت ...... قالت نعم .... كأنه يوجد أحد في غرفة الجلوس ؟؟؟ ثم انتبه الإثنان إلى غرفة نومهما، فوجدا الفوضى في كل مكان، فالتفت سعيد إلى زوجته و قال : لماذا الغرفة منكوتة هكذا ؟؟؟؟ و الله ما انتبهت .... و هنا تذكرت غادة أن تجول بناظريها حول الغرفة، إي صحيح و الله، ليش هيك الغرفة قايمة قاعدة ؟؟؟... و الله ما انتبهت وقت فتت ..... أشار سعيد بيده لغادة أن تصمت و أخذ يمشي بهدوء، و رويداً رويداً باتجاه الباب ليذهب لغرفة الجلوس ..... و لحقت به غادة و هي ترتجف من الخوف و الرعب ...... و ما أن وصل لغرفة الجلوس، و مدّ يده على القابس .................................................... حتى كانت المفاجأة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

يتبع

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

قد تقرأ أيضا